الموت يرافق أهالي دير الزور

الموت يرافق أهالي دير الزور

04 أكتوبر 2017
يعيشون مأساة إنسانية جراء القصف العشوائي (Getty)
+ الخط -
يرافق الموت من تبقى من مدنيين في محافظة دير الزور، بغض النظر عن خياراتهم، إن كانت الهلاك بوابل الطيران الحربي الروسي أو النظامي أو حتى تابعاً للتحالف الدولي لمحاربة داعش، أو للتنظيم على مناطق سيطرة النظام، أو اتخاذ بعضهم دروعاً بشرية، أو خروجهم عبر رحلة قاسية لقطع نهر الفرات والتوجه شرقاً إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، في محاولة منهم للنجاة بأبنائهم، برغم الواقع المأساوي الذي تعاني منه مخيمات اللجوء التي أعدت لهم.

وقال الإعلامي، عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، "الوضع في دير الزور أقل ما يمكن أن يوصف بأنه كارثة إنسانية، وذلك بحسب ما يصلنا من الأهالي في الداخل بالرغم من قلة المعلومات وعدم تغطيتها لكل ما يجري في دير الزور"، مضيفاً "ففي الساعات القليلة الماضية وصلتنا معلومات مؤكدة عن غرق أم وأطفالها الستة، وهم من بلدة سعلو بريف دير الزور الشرقي، عندما حاولوا العبور من ضفة نهر الفرات الجنوبية الشرقية (الشامية) إلى بلدة الشحيل على الضفة المقابلة، حيث كانت تحاول الهرب بأبنائها من القصف الروسي، وتتكرر مثل تلك الحوادث بشكل دائم، إضافة إلى من يتم استهدافهم وهم يحاولون قطع النهر عبر الطيران الحربي".

ولفت إلى أن " قرابة الساعة 11.45 ظهر اليوم الأربعاء شنَّ الطيران الحربي الروسي 6 غارات جوية بالقنابل العنقودية استهدفت معبر مدينة العشارة النهري والعبارات النهرية التي تقل النازحين من مدينة الميادين والعشارة (شامية) باتجاه بلدة درنج (جزيرة)، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط الشامية بالجزيرة ومنازل ما تسمى بعثة الآثار التي تؤوي نازحين بشكل مباشر، ما أدى لعدد كبير من الشهداء والجرحى، الاتصالات شبه مقطوعة ووضع مأساوي للغاية بنقل الشهداء والجرحى ومساجد البلدات القريبة تطلق نداء استغاثة من أجل التبرع بالدم".


وتابع إن "هناك دائماً معلومات عن سقوط ضحايا مدنيين وقصف لمناطقه، ففي الساعات الـ24 الماضية قتلت السيدة منى العساف جراء قصف لتنظيم داعش بقذائف الهاون لحي ضاحية الجورة الخاضعة لسيطرة القوات النظام، في حين قتلت سيدة وأطفالها جراء القصف على ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ بريف دير الزور الشرقي، كما سقط عدد من القتلى والجرحى في قرى دبلان ومحكان".


وأفادت مصادر مطلعة على الوضع في دير الزور، أنه "ما زال هناك مئات الآلاف من المدنيين في دير الزور يعيشون مأساة إنسانية، حيث إنهم يعانون من القصف العشوائي والمكثف من مختلف القوى، بالتزامن مع افتقادهم للحد الأدنى من الرعاية الطبية وفقدان الأدوية، وعدم توفر المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، في حين يعتبر النزوح مخاطرة كبرى بسبب استهدافهم من قبل الطيران الحربي وعناصر داعش، إضافة إلى التكلفة المالية المرتفعة".