معارك تحرير الأنبار تخلف عشرات الضحايا المدنيين ومئات النازحين

معارك تحرير الأنبار تخلف عشرات الضحايا المدنيين ومئات النازحين

31 أكتوبر 2017
نازحون عراقيون هرباً من القصف غرب الأنبار(تويتر)
+ الخط -
أنهت الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش العراقي لتحرير آخر البلدات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" غرب محافظة الأنبار، أسبوعها الأول بزيادة عدد المدنيين الفارين وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

وقال مسؤولون محليون ومصادر طبية في الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 200 مدني سقطوا بين قتيل وجريح خلال الأسبوع الحالي بسبب القصف الجوي والصاروخي، غالبيتهم نساء وأطفال.

وقتل اليوم الثلاثاء، تسعة أشخاص من عائلة واحدة في حي القادسية بمدينة القائم، عقب سقوط صاروخ على منزلهم خلال القصف الجوي والصاروخي الذي ينفذه الجيش العراقي والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن "عائلة عبد الله الكربولي، قضت بالكامل تحت القصف، وهناك عائلة أخرى تسكن بمنزل مجاور قتل منها ثلاثة وأصيب بقية أفرادها من جراء القصف".

ولا تضم الخطة التي اعتمدتها القوات العراقية لتحرير بلدتي "القائم" و"راوة" أي ممرات آمنة لخروج السكان مع استمرار نهج تنظيم داعش في منع السكان من الخروج من مناطقه، إلا أن انكسار التنظيم في أي منطقة يعني بطبيعة الحال فك القيود التي يفرضها على السكان بشكل يسمح لهم بالمغادرة بعيدا عن مناطق الاشتباك التي يتعرضون خلال المرور فيها إلى أعمال عنف وانتهاكات من المليشيات والقوات العراقية، وفي بعض الأحيان عمليات قتل انتقامية بدوافع طائفية.

وقال النائب في البرلمان العراقي، سالم العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد انطلاق العمليات العسكرية بدأت العائلات بالنزوح، ولم توفر الحكومة المحلية أو المركزية مخيمات كافية لإيواء النازحين. هذه الحالة تكررت أكثر من مرة في العمليات السابقة، وتبقى العوائل في العراء بدون خيام ولا طعام مما يسبب أمراضا ووفيات في بعض الأحيان للنازحين".

وأضاف العيساوي "كان يفترض أن تبني وزارة الهجرة والمهجرين مخيمات لإيواء العائلات النازحة من راوه والقائم. هناك معسكرات قليلة لا تفي بالغرض وغير مهيئة لاستقبال النازحين"، مطالبا "الحكومتين المحلية والمركزية بتوفير كافة الاحتياجات الضرورية واللوجستية للعوائل الفارة من العمليات العسكرية غربي الأنبار، وتسكينهم في أماكن لائقة، حتى وإن كانت في مؤسسات حكومية، خصوصا أننا على أبواب فصل الشتاء، وهناك عواصف ترابية وأمطار متوقعة، ونحن بدورنا سنبذل كل ما بوسعنا لتوفير كل ما يحتاجونه".


مخيمات إضافية


وفي السياق ذاته، قال وزير الهجرة والمهجرين، جاسم محمد، في بيان الثلاثاء، إن "الوزارة تتطلع إلى دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مساعدتها على بناء مخيمات إضافية لإيواء العائلات النازحة خلال عمليات التحرير في غرب الأنبار، وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم".

وأضاف الوزير العراقي أن وزارته "ستقوم بتهيئة كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال وإغاثة وإيواء النازحين من راوه والقائم بالتنسيق مع محافظة الأنبار".

من جانبه، طالب قائممقام قضاء القائم، فرحان فتيخان، المنظمات الدولية بإغاثة نازحي القضاء الذين يفترشون الأرض، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "هناك عدداً كبيراً من الأسر التي نزحت من القرى الواقعة ضمن ناحية العبيدي شرق مدينة القائم (350 كم غرب الأنبار) باتجاه القوات الأمنية، رغم عدم وجود مخيمات مهيئة لاستقبالهم من قبل الحكومة في المناطق الغربية.

وقال الناشط المدني فؤاد الدليمي، لـ"العربي الجديد": "نتواجد في مخيم يسمى بالكيلو 18، ويشهد هذا المخيم حالة مأساوية بسبب النقص الحاصل في المواد الطبية والمواد الغذائية بعد وصول اكثر من 150 عائلة نازحة من قضاء راوه والمناطق المجاورة".

ودعا الدليمي "المنظمات الإنسانية في العالم إلى دعم هذه العوائل وتوفير ما يمكن توفيره من مستلزمات طبية ومواد غذائية في ظل انخفاض درجات الحرارة والعواصف الترابية التي تضرب المنطقة منذ ثلاثة أيام".