عودة نازحي ريف إدلب لقراهم بعد أسبوعين في العراء

عودة نازحي ريف إدلب إلى قراهم بعد أسبوعين في العراء

03 أكتوبر 2017
دمار هائل في جسر الشغور السورية (فيسبوك)
+ الخط -
بدأ عدد من العائلات السورية بالعودة إلى منازلهم في ريف إدلب الغربي، بعد رحلة نزوح مضنية استمرت أسبوعين دون مأوى، في أعقاب الهجمات العنيفة التي شنتها طائرات النظام على ريف إدلب.

ووثق ناشطون مقتل 205 مدنيين، وإصابة 317 آخرين، خلال 11 يوماً من القصف المتواصل، نفذت خلاله قوات النظام قرابة 800 غارة جوية على كل من جسر الشغور وأرمناز وحارم وقيقون وبداما وخان شيخون والتمانعة، وعدد من القرى المحيطة بها، ونتج عنها تدمير 6 مستشفيات و7 مدارس و4 مراكز للدفاع المدني ومحطتي كهرباء.

ونزح من جسر الشغور وحدها نحو 16 ألف شخص من أصل 20 ألف شخص هم سكانها والنازحون إليها، ويقول محمد هدلي، من المدينة: "بعد أن تحولت إلى مكان مهدم وشبه فارغ، بدأت السيارات تدخل إلى المدينة اليوم من جديد بعد هدوء حركة الطيران، رغم عدم وجود أي ضمانات أو تطمينات. معظم العائدين لم يجدوا أي مأوى طوال الأيام الماضية، ومنهم من كان ينام في السيارات، ومنهم من نام في الحقول، فقرروا العودة رغم احتمال تكرار القصف".

ويروي حسان البكور، من أهالي جسر الشغور: "خرجنا حين اشتد القصف على المدينة قبل قرابة الأسبوع، خلال ساعة كنا خارج المدينة، جميع أقاربنا من المدينة وكل من نعرفه في القرى كانت بيوتهم مكتظة بالأقارب، لذا توجهنا كمعظم الناس إلى المخيمات على الحدود التركية، حتى الخيمة لم نحظ بها، كنا عشر عائلات، وأقمنا خيمة للنساء والأطفال، وصار الرجال ينامون في العراء، لم يجبرنا على المر إلا الأمرّ منه، هدأ القصف نسبياً أول أمس، فعدنا".

ويضيف "رمّمت بيتي 3 مرّات العام الماضي، ونزحت منه أكثر من 5 أو ست مرات إلى منازل أقاربي في القرى المحيطة، أطولها كانت شهرين، يسألني أقاربي خارج البلاد لماذا لا أنزح إلى مكان آمن؟ لكن أين أذهب؟ النازحون من كل سورية جاؤوا إلى هنا، لم يبق مكان آمن، الحدود التركية مغلقة، ولم يعد هناك منطقة آمنة في مناطق سيطرة المعارضة".

وتروي أم خالد، وهي من أهالي قرية بداما: "خرجنا أربعة أيام، عدت فوجدت نصف بيتي مهدماً، والبيوت المحيطة بنا سويّت بالأرض، لم نعد نعرف أين نذهب، كنت أتفقد ما تبقى من المنزل فلمحت جثة جارتنا العجوز أم محمد بين الأنقاض، لم ينتبه إليها أحد، فأبلغت الناس، ظلت 3 أيام مفقودة ولا يعرف أولادها ما حل بها".

وكانت المجالس المحلية لكل من مدينة جسر الشغور وبلدة بداما قد أعلنتهما منكوبتين، ودعت الهيئات والجمعيات الإغاثية لمساعدة المنكوبين وتأمين المأوى والمأكل والمشرب للمشردين.

المساهمون