الجزائريون يقطعون "رحلة عذاب" يومية نحو العاصمة

الاختناق المروري في الجزائر يحوّل الرحلة اليومية نحو العاصمة إلى عذاب

25 أكتوبر 2017
يمضون ساعات طويلة على الطرق (تويتر)
+ الخط -

غير بعيد عن ساحة بئر مراد رايس، باتجاه منطقة تسالة المرجة نحو العاصمة الجزائرية، والمسافة الفاصلة تصبح بحساب الوقت مسافات طويلة جداً، يقضيها الجزائريون يومياً داخل حافلات النقل الجماعي وسياراتهم.


التوجه نحو العاصمة صباحاً "معطل"، والسير "في الطرق بات عبارة عن خطوات يقطعها السائقون والعمال والموظفون كالسلحفاة" بحسب تأكيد كثيرين.


"تجربة قاسية" تخوضها الأستاذة الجامعية نورة بلهاني، أثناء ذهابها إلى جامعة الجزائر، وترى أنها تحتاج "للتفكير والتخمين يومياً" قبل أن تبدأ "السفر الطويل" نحو العاصمة.


مقر سكنها لا يبعد سوى 20 كيلومتراً عن الجامعة، في حين أنها تقضي ساعتين خلال ذهابها، وتقول: "إن قرار التحويل الذي عكفت عليه منذ سنوات لآخذ منصباً جامعياً بجامعة العفرون في ولاية البليدة (50 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية) كان قراراً صائباً، لأن الذهاب إلى قلب العاصمة شبيه بالتوجه إلى إحدى مدن الشرق الجزائري يحتاج لساعات قبل الوصول".


اختناق مروري

مداخل العاصمة الجزائرية، الغربية والشرقية، أي بين منطقتي الرويبة وعين الطاية نحو قلب العاصمة الجزائرية شرقاً، وبين زرالدة، وسطاوالي باتجاهها غرباً، صارت بنظر كثيرين "قلقا يوميا محتوما". فالسير نحو العاصمة يعني أن أصحاب السيارات يتعذّر عليهم دخول شوارعها الكبرى، نظراً لتمركز العديد من المديريات والمؤسسات الحكومية والجامعات فيها. في حين يتفطن بعضهم إلى ترك سياراتهم في مواقف مدفوعة الأجر، والوصول إلى مقصدهم سيراً على الأقدام، أو بسيارات أجرة، أو بحافلات النقل الداخلي، أو بالمترو والترامواي.


القطار وسيلة الآلاف من الموظفين في الجزائر والولايات المجاورة لها. وقال أحد الموظفين بالعاصمة والقادم من منطقة الشبلي، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً عن مقر عمله، إنه كان يستقل في السابق سيارته الخاصة، ولكنها كانت "رحلة عذاب يومي"، يصفها وغيره ممن جرّبوها أنها "محنة يومية". وأضاف لـ"العربي الجديد" أن الوضع لا يطاق ولا يحتمل، ويضطر إلى استعمال سيارته الخاصة في نهاية الأسبوع.


وعبّر بعضهم عن امتعاضهم من هذه المشكلة اليومية، إذ أصبح البقاء في السيارة في انتظار تسهيل السير عبارة عن "مسكن يومي" على حد تعبير المواطن ندير، الذي كان يجتاز المسافة بين ولايتين متجاورتين خلال ساعة واحدة، وصار يقضي أربع ساعات كاملة لقطع سبعة كيلومترات فقط.


ارتفاع عدد السيارات

مفارقة عجيبة، لم تجد لها السلطات العمومية في الجزائر حلولاً، أمام الضغط الكبير وارتفاع عدد السيارات التي تسير يومياً داخل العاصمة الجزائرية أو باتجاهها، رغم المشاريع الكبرى التي شيّدتها الحكومة من طرقات جانبية قرب الطريق السريع الرابط بين شرق البلاد وغربها، وتحسين خدمات النقل.


ويرى أغلب الجزائريين، في تصريحاتهم لـ"العربي الجديد"، أن الاكتظاظ يدفع بعضهم إلى الجنون، بسبب سير السلحفاة. ويتفقون في أن خروج الجزائريين في توقيت واحد صباحاً، وعودتهم إلى بيوتهم في توقيت واحد، يسبب الاكتظاظ اليومي، فضلا عن أن الأسرة الواحدة تمتلك أكثر من سيارة، ولا أحد يستغني عن سيارته.


مقابل ذلك، وجدت القلّة القليلة راحتها بممارسة رياضة المشي أو ركوب قطار أو ترامواي أو مترو، تخفيفا للضغط الذي يعيشه يومياً.


 

دلالات