ضغوط تعيق محاكمة لبنانيين متورطين بالاحتيال على لاجئين سوريين

ضغوط تعيق محاكمة لبنانيين متورطين بالاحتيال على لاجئين سوريين

24 أكتوبر 2017
الاحتيال على عائلة سورية لاجئة في لبنان (يوسف عيد/Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر حقوقية عن وجود ضغوط سياسية أدت لعرقلة مسار محاكمة 4 لبنانيين مُتهمين بتزوير تأشيرات دخول، والاتجار بالبشر، والاحتيال على عائلة سورية كانت لاجئة في بيروت، بعد ايهامها بإمكانية الحصول على تأشيرات دخول إلى ألمانيا مقابل مبلغ يتجاوز 100 ألف دولار أميركي.

وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن المتهمين الأربعة اعترفوا أمام المُحقق في المفرزة القضائية التابعة للعاصمة بيروت، بـ"إيهام عائلة سورية كانت تُقيم في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، بإمكانية الحصول على تأشيرات دخول إلى ألمانيا عبر وساطة أحد المرجعيات السياسية في لبنان، مقابل 10 آلاف دولار عن كل شخص من العائلة المؤلفة من 9 أشخاص، يُضاف إليها ثمن تذاكر السفر والتكاليف، وذلك عام 2015".


ودفعت العائلة السورية نصف المبلغ المذكور مقابل إيصال استلام، ثم "تم نقل العائلة إلى ماليزيا بحجة عدم وجود حجوزات مباشرة بين ألمانيا ولبنان، وهناك تحوّل حلم الهجرة إلى ألمانيا إلى كابوس بعد أن تم توقيف أفراد العائلة في مطار كوالالامبور الدولي بعد اكتشاف أن التأشيرات على جوازات سفرهم مزورة".


وأوضحت المصادر الحقوقية أن "المتهمين اللبنانيين، الذين أوقفوا قيد التحقيق، اعترفوا بأنهم ألصقوا تأشيرات السفر المزورة على جوازات سفر العائلة السورية بأنفسهم".


وتمت إدانة أحد المتهمين بجرم الاحتيال في ألمانيا، وتوقيف لبناني آخر متورط في الملف على الأراضي الألمانية، بعد أن قصدت العائلة السفارة الألمانية في ماليزيا، وتم توكيل محام لإقامة دعاوى على المتهمين في لبنان.

وأوعز الادعاء العام اللبناني بإخلاء سبيل الموقوفين الأربعة بسند إقامة رغم اعترافهم الكامل بالاحتيال والتزوير. وتخشى المصادر الحقوقية أن يكون ذلك استجابة لضغوط سياسية تُمارس لوقف المحاكمة.

معاناة عابرة للدول

​وكانت عائلة رجل الأعمال السوري قد وصلت إلى لبنان مع بداية الأزمة السورية بعد أن تم استهداف ممتلكاتها من قبل قوات النظام بسبب الامتناع عن التعامل معها، حسب قول رب الأسرة، أبو فادي، لـ"العربي الجديد".


وانتقل الرجل وعائلته إلى منطقة الطريق الجديدة في بيروت، التي تُعد أحد المعاقل السياسية لـ"تيار المستقبل" الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة اللبنانية الحالية، واستأجر منزلاً، وسجّل أطفاله في المدارس اللبنانية.

ويشير أبو فادي إلى أنه بحث في خيارات الهجرة إلى الخارج بسبب صعوبة إطلاق عمل تجاري قانوني في بيروت، وبسبب الخسارة المالية الكبيرة التي مُني بها، وسهّل له جاره، وهو مالك مكتب للسفريات، الأمر من خلال إقناعه بتأمين إحدى المرجعيات السياسية لعشرات تأشيرات الدخول إلى أوروبا للسوريين المُقيمين في بيروت، فسارع الرجل إلى بيع منزله في العاصمة السورية دمشق، ودفع مُقدماً لمالك مكتب السفريات و3 من شركائه.


وبعد أن تبين للعائلة أنها وقعت ضحية عملية نصب، تعرض الوالد لأزمة صحية في ماليزيا، وضاع العام الدراسي على أطفاله الذين انتظموا في المدارس اللبنانية لسنتين، قبل أن ينقطعوا عن الدراسة.

وتتواصل إقامة العائلة السورية في ماليزيا منذ عامين في ظل أوضاع اجتماعية ومالية حرجة. وتخشى العائلة العودة إلى لبنان بعد تلقيها تهديدات من المتهم الرئيسي في حال قررت العودة.