أراضي الجزائر لا تجد من يزرعها والشباب يفضلون الهجرة

أراضي الجزائر لا تجد من يزرعها والشباب العاطل يفضل الهجرة

23 أكتوبر 2017
شباب يمتهنون الزراعة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
يشكو عشرات آلاف الشباب في الجزائر من البطالة وندرة فرص العمل، ورفض ملفاتهم للحصول على وظائف، في حين يشكو أصحاب الأراضي الزراعية من ندرة اليد العاملة اللازمة لفلاحة الأرض وجمع المحاصيل والفواكه.

يقول إسماعيل، وهو صاحب هكتارات من الأراضي الزراعية بمنطقة المتيجة الخضراء بالقرب من ولاية عين الدفلى غرب الجزائر، لـ"العربي الجديد"، إنه اضطر إلى تشغيل أطفال في جني محاصيل البطاطا والطماطم والفلفل وغيرها، وأن الأمر تحول إلى مصدر رزق لكثير من أطفال العائلات الفقيرة الذين لم يصلوا بعد إلى السن المناسبة للعمل.

في المقابل، قال شاب طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجرة بحثا عن عمل خير من البقاء في الجزائر دون عمل"، مفضلا قوارب الموت والهجرة غير الشرعية على العمل في مهنة لا يحبها مثل فلاحة الأرض.

ويشرح هشام (25 سنة)، وهو حاصل قبل سنوات على شهادة ليسانس في الاقتصاد، أنه يطمح للعمل في مكتب أو إدارة أو وظيفة تدر عليه الكثير من المال، ويضيف: "كان حلمي أن أشتغل في مؤسسة اقتصادية كبرى أو مؤسسة حكومية، لأنها الضامن الوحيد لأجر محترم، لكن المعروض هو خدمة الأرض الزراعية أو جني العنب، وهذه ليست مهنتي ولا أحبذها".

"الأرض لمن يخدمها"، عبارة تعلمتها أجيال من الجزائريين منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كانت الأراضي توزع لزراعتها، لكن الكثير من تلك الأراضي الزراعية تحولت بعد سنوات من أراض زراعية إلى فيلات وعمارات سكنية.

ويؤكد فلاحون أن أحد أسباب إهدار الأراضي الزراعية هو غياب الأيدي العاملة، حتى أن الكثيرين منهم يعتمدون على المهاجرين من دول الجوار هربا من الحروب والمجاعة نحو الجزائر للعمل في الأرض في مقابل المبيت والطعام.

وفضل الفلاحون في مناطق تسالة المرجة والرحمانية ودالي براهيم وأولاد فايت، بيع أراضيهم على زراعتها، والسبب الرئيس يتعلق بعدم وجود من يساعدهم في خدمة الأراضي في ظل عزوف الشباب عن العمل بالزراعة لأنها متعبة وتحتاج إلى صبر ولا تدر الكثير من الأموال.

يقول رضا، وهو أحد أصحاب الأراضي في منطقة أولاد فايت، لـ"العربي الجديد": "كثيرون يبحثون عن الربح السهل ولا يحبون التعب لأجل لقمة العيش، ويعتقد كثير منهم أن خدمة الأرض مهنة مبتذلة، أو أنها تصلح لغير المتعلمين، بينما من حصلوا على الشهادات العليا مكانهم وراء المكاتب".

ويؤكد عمار (27 سنة)، لـ"العربي الجديد"، أنه كان يشتغل بالزراعة خلال العطلات الدراسية لينفق على نفسه ويساعد عائلته، وأنه سيواصل ذلك ليتم دراساته العليا وصولا للحصول على درجة الدكتوراه.


شباب عاطلون في الجزائر (العربي الجديد) 

شباب الجزائر يكرهون العمل بالزراعة (العربي الجديد) 

دلالات

المساهمون