ضحايا دوتيرتي القصّر

ضحايا دوتيرتي القصّر

23 أكتوبر 2017
أوقفوا القتل (خيس أثنار/ فرانس برس)
+ الخط -

الأطفال والمراهقون من ضحايا حملة رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرتي على المخدرات في البلاد. وهي الحملة التي تقودها القوى الأمنية منذ يوليو/ تموز من العام الماضي، وأدت إلى مقتل أكثر من 7 آلاف شخص خارج إطار القانون، بحسب موقع "آسيا كولينغ".

سياسة دموية تكسب دوتيرتي المزيد من الشعبية في البلاد، خصوصاً مع ما يعانيه الفيليبينيون طوال سنوات من المخدرات والعصابات التي تتاجر بها. مع ذلك، فإنّ هذه الشعبية قد لا تستمر طويلاً، بحسب نتائج الحملات الأمنية الأخيرة التي راح ضحيتها أطفال ومراهقون.

في زقاق ضيق في مدينة كالوكان تتراكم المنازل فوق بعضها البعض، بل يصطدم الناس ببعضهم البعض بينما يسيرون هناك. عائلة ديلوس سانتوس خسرت ابنها كيان لويد (17 عاماً)، في أغسطس/ آب الماضي. هو ببساطة ضحية من ضحايا ما يعرف بحرب الفيليبين على المخدرات.

تسير عمة الفتى إلى ناحية معتمة من المنزل حيث يجلس جدا كيان لويد، فيوليتا وأنطونيو، يشاهدان عبر التلفزيون جلسة استماع برلمانية حول ظروف مقتل حفيدهما. تقول فيوليتا، التي تبلغ 79 عاماً: "نريد العدالة. كان فتى منضبطاً. يوم الحادثة كنت أجلس خارج المنزل عند السادسة مساء عندما دخل إلى المنزل حاملاً معه عشاءه وهو يقول لي: آمل أن يتيح لي هذا العشاء التركيز في امتحاني (المدرسي) غداً".

خلال ساعات قليلة، قُتل كيان. الشرطة اتهمته بفتح النار عليها بينما كانت تداهم المكان في عملية مكافحة مخدرات. عمة الفتى، آيفي، تقول إنّ ذلك مستحيل، فكيان عدا عن كونه لا علاقة له بالمخدرات، لم يملك يوماً ثمن مسدس. كذلك، أكد الشهود أنّ كيان لم يكن مسلحاً كما زعمت الشرطة التي رمت جثته في الزقاق.

تشير منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ أكثر من 7 آلاف شخص قتلوا منذ بدأ الرئيس دوتيرتي حملته على المخدرات في يوليو 2016، وأنّ أكثر من 3 آلاف منهم قتلوا على يد الشرطة.

وفي حالة كيان، حتى دوتيرتي نفسه، الذي يرعى القتل من دون محاكمة، وافق على أنّ ثمة خطأ ما في هذه العملية بالذات: "أوافق على التحقيق في هذه القضية، فإذا كان هناك مدانون فيها عليهم أن يذهبوا إلى السجن".

بانتظار نهاية التحقيقات، ليس موت كيان معزولاً عن حوادث كثيرة أخرى. بعدها بيومين وجد رينالدو دي غوزمان (14 عاماً)، مطعوناً حتى الموت، بالإضافة إلى الشاب كارل أنخيلو آرانيز (19 عاماً)، الذي قتل بالرصاص.

وكحصيلة مؤقتة تنتظر حلولاً عاجلة، قتل ما لا يقل عن 54 قاصراً منذ بدء الحرب على المخدرات في أنحاء البلاد، جميعهم على يد الشرطة أو قوى أمنية متعاونة معها.