أطفال قد يصبحون عدائيين في المستقبل

أطفال قد يصبحون عدائيين في المستقبل

19 أكتوبر 2017
ماذا يخبّئ لهم المستقبل؟ (جويل ساجيت/ فرانس برس)
+ الخط -

خلال السنوات الماضية بحث الخبراء عن إشارات مبكّرة في سلوك الأطفال، قد تساعد على تبيان مدى احتمال تحوّلهم إلى مجرمين في المستقبل، مثل ثيودور روبرت بندي، السفاح الأميركي الشهير، الذي اغتصب وقتل العديد من النساء والفتيات في سبعينيات القرن الماضي. ومن أشهر أقوال بندي: "نحن القتلة المتسلسلون أبناؤكم، أزواجكم، نحن في كل مكان، وسيكون المزيد من أبنائكم موتى بحلول الغد".

عادة ما يتجنّب الأطباء تعريف الأطفال بالمرضى النفسيين، لأنّ المصطلح يحمل وصمة، لذلك يفضّلون القول إنّهم غير عاطفيّين أو لا يشعرون بالندم، ولا مشكلة لديهم في إلحاق الضرر بالآخرين للحصول على ما يريدون، بحسب أستاذ علم النفس في جامعة بنسلفانيا أدريان رين.

من جهتها، تقول الاستشارية النفسية ناديا الخضيري، لـ "العربي الجديد"، إنّ الأمر الأهم بالنسبة للطفل ليتمكن من التفكير بالآخرين، وحمايته من التحوّل إلى مريض نفسي، هو التواصل مع الناس، لافتة إلى أن هذا الأمر يساعد على نموّه وتطور شخصيته، خصوصاً أن الطفل لا يولد بشخصية نرجسية أو مريضة، بل يتأثر بالبيئة التي يتواجد فيها. تضيف أنه قبل سنوات عملت مع أطفال طردوا من المدرسة بسبب سلوكهم السيئ، ولاحظت أنّ هناك أمراً مشتركاً بينهم جميعاً، هو استهزاؤهم وسخريتهم بعد إيذائهم آخرين، فعملت على مساعدتهم على التفكير بما أقدموا عليه وتأثيره على الآخرين.

تؤكّد الخضيري أنّ عدداً من هؤلاء الأطفال أبدى تعاطفاً مع الآخرين، واصفة الأمر بـ "الإنجاز"، لأنّ الشعور مع الآخرين مطلوب لدفعهم إلى التوقّف عن الاستمتاع بإيذاء الناس. توضح أنّ بعض الحالات الصعبة احتاجت إلى المزيد من الوقت. وعن العمر الذي يمكن فيه علاج هذا السلوك لدى الأطفال، تقول إنّ أي عمر يمكن أن يكون نقطة بداية، وكلّما كان الشخص أصغر سناً، كان العلاج أسرع وأسهل. وتؤكد أنه ليس بالضرورة أن يصبح جميع الأطفال الذين يتصرفون على هذا الشكل مرضى نفسيين خطرين في المستقبل.

ويقول باحثون إنّ نحو 1 في المائة من الأطفال يحملون هذه الصفات. وفي عام 2013، حدّدت الجمعية الأميركية للطب النفسي الصفات غير العاطفية كدليل للتشخيص، مشيرة إلى أنّ البعض قد لا يُلاحظ هذا الأمر لدى العديد من الأطفال، كونهم يتمتعون بصفات ساحرة وذكية تكفي لإخفاء حقيقتهم.

ووجدت أكثر من خمسين دراسة أنّ الأطفال الذين لديهم صفات قاسية هم أكثر عرضة من غيرهم، وبنسبة ثلاث مرّات، ليتحولوا إلى مجرمين، أو التصرّف بعدائية، في وقت لاحق.

دلالات