قفاز حِسّي... ابتكار فلسطيني يحوّل حركة اليد إلى صوت

قفاز حِسّي... ابتكار فلسطيني يحوّل حركة اليد إلى صوت

13 أكتوبر 2017
الطالبات الثلاث مع اختراعهن (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تجمعت ست طالبات من قطاع غزة حول "قفاز حِسي" قمن باختراعه لتحويل حركة إشارة اليد إلى صوت مسموع ونص مقروء، يسهل دمج فئات الصم والبكم في المجتمع، ويساعد على إذابة الحواجز التي قد تواجههم في تعاملهم اليومي مع مختلف فئات المجتمع.

القفاز الحسي الذي استغرق العمل به عدة أشهر، قامت الطالبات بتصميمه كمشروع للتخرج من تخصص "هندسة حاسوب واتصالات" في جامعة الأزهر بمدينة غزة، وقد لاقى استحساناً من المشرفين والمختصين، إذ يحاول المشروع التغلب على مشكلة مجتمعية قائمة.

دمج الجانب العلمي والعملي بالجانب الإنساني وخدمة المجتمع كان واحداً من أبرز الأسباب التي دفعت الطالبات إلى إيجاد فكرة المشروع والبدء بتنفيذها، على الرغم من الصعوبات والعراقيل التي واجهتهن، نتيجة إغلاق المعابر المؤدية لقطاع غزة، وعدم توفر الإمكانيات والقطع اللازمة.

فكرة المشروع جاءت مصادفة للطالبة حنان أبو الخير (23 عاماً)، من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، إذ كانت مهتمة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقول: "إلى جانب منزلنا توجد جمعية تهتم بهذه الفئة، وكنت أشارك في الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأشخاص الصم والبكم، ما أوجد حالة من التعاطف الدائم تجاههم".

وتضيف، في حديث مع "العربي الجديد": "حين وصلت لمرحلة تنفيذ مشروع التخرج الخاص بتخصصي، شاهدت فيديو خاصاً لقفاز يحول الحركة إلى لغة، أعجبتني الفكرة، وقمت بطرحها على فريق المشروع المكون من ست طالبات لتنفيذ فكرة مشابهة والتطوير عليها"، لافتة إلى أن الفكرة أعجبت زميلاتها وبدأن العمل على تنفيذها.


وتوضح أبو الخير أن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو المساهمة في التخفيف من أعباء وأزمات فئة الصم والبكم، عبر دمجهم في المجتمع والتغلب على معضلة التواصل، إلى جانب إنجاز مشروع مميز عن باقي مشاريع التخرج، والقدرة على منافسة باقي المشاريع.

وتبين أن نسبة نجاح المشروع بعد التجربة الأولى كانت لافتة، على الرغم من وجود بعض العراقيل نتيجة استخدام أدوات متواضعة بسبب عدم توفر القطع اللازمة، موضحة أنها وزميلاتها حاولن التأكيد على قدرة مشاريع التخرج والأفكار الإبداعية والريادية على خدمة المجتمع، عبر دمج التجارب والاختراعات والابتكارات مع الجوانب الإنسانية والحياتية اليومية.

ويتكون مشروع "Enable Talk" من قفاز قماشي، مع حساسات توضع على أصابعه لإصدار تقييم لأي عملية تحرك في الأصابع، يتم شبك هذه الحساسات في قطعة "PCB"، وهي دائرة إلكترونية يتم تصميمها عبر برنامج "البروتس"، وتشترك مع قطعة "Ard uino"، والتي تستخدم لبرمجة الحروف وإنتاجها.

بعد إنتاج الحرف يتم إرساله عبر قطعة البلوتوث إلى برنامج "أندرويد" في جهاز الجوال العادي، حيث يقوم البرنامج بتجميع الأحرف وتحويلها إلى كلمات والنطق بها، وتنتهي حينها العملية بعد أن تتحول حركات اليد عبر عملية ودورة إلكترونية إلى كلمات منطوقة.

وتقول الطالبة إيمان أبو حميد (22 عاماً)، من مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، والتي شاركت في إنتاج المشروع لـ"العربي الجديد"، إنها أعجبت بالفكرة حين عرضت عليها، على الرغم من حيرتها في البداية بينه وبين مشروع آخر، نظراً لتكاليفه المعقولة، إلى جانب القدرة على توفير الأدوات اللازمة.

وتشير إلى أن الأدوات لم تكن متوفرة في قطاع غزة، وتم توفيرها عن طريق شركة إلكترونيات مصرية بعد نحو شهر من طلبها، بسبب إغلاق المعابر وصعوبة الطرق، مضيفة: "قمنا بعمل اختبار على كل قطعة من القطع، ومن ثم بدأنا بتشبيك القطع، وإجراء أول اختبار عملي للتجربة، كان اختباراً موفقاً، وحظي بإعجاب المشرفين".

وتوضح أبو حميد أن المشروع يترجم الحروف باللغة الإنكليزية، وأنه في حال تم تطويره سيتكلم بلغات إضافية، كذلك يمكن استخدام قفازين بدلاً من قفاز واحد، مبينة أن التطوير بحاجة إلى أدوات أكثر وبجودة أعلى للحصول على نتائج أفضل. وتضيف "الجزء الثاني من المشروع سيتم تنفيذه بطريقة عكسية، يتم خلالها تحويل وترجمة الكلام العادي إلى إشارات تظهر على شاشة الجوال، بعد أن تمر بعملية إلكترونية".

أما الطالبة أشجان البرقوني (22 عاماً)، من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، فتشير إلى أن الطالبات عملن في المشروع بروح الفريق، وقد ساهم ذلك في إنجاحه وحصوله على تقييم مميز، وقد شمل العمل عليه ثلاث طالبات أخريات، هن: أسيل الزقزوق، دينا لافي، أسماء الشنطي.

وتشير لـ"العربي الجديد"، إلى أن الطالبات تلقين الجانب النظري في الفصل الأول، بينما بدأن العمل في الجانب العملي، وقد استمر نحو 5 أشهر، مضيفة: "يمكن أن يعود المشروع بالنفع على شريحة من المجتمع في حال تم تنفيذه على أرض الواقع، إذ سيساهم بحل إشكالية تواصل فئة الصم والبكم مع المجتمع".

وتوضح أن المشروع شارك في "المنتدى الثاني للعلماء في فلسطين"، لكن الطالبات لم يتمكنَّ من مغادرة قطاع غزة للمشاركة، نتيجة عدم وجود التصاريح اللازمة، ومع ذلك حصل الاختراع على تقييم "أفضل مشروع على مستوى فلسطين" إلى جانب مشاريع أخرى، كذلك شارك في مسابقة للمشاريع الريادية.

وتبين البرقوني أن الفريق واجه عدداً من الصعوبات، أولها عدم توفر الأدوات والإمكانيات اللازمة للعمل، وغياب الاهتمام المؤسساتي، مضيفة: "حتى نطور المشروع، نحن بحاجة إلى دعم لوجستي ومادي، حتى نتمكن من تنفيذ المشروع على نطاق واسع محلياً، إلى جانب تصديره لدول الخارج".

دلالات

المساهمون