على جدران المقاهي يعلق الشباب العراقي همومه ويتنفس الضياع

هموم وآمال الشباب العراقي معلقة على جدران المقاهي

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
12 أكتوبر 2017
+ الخط -



حتى عام 2003 إبان الغزو الأميركي للعراق، لم تكن المقاهي على قلتها في بغداد سوى مقصد لكبار السن والمتقاعدين عن وظائفهم، إلا أنها اليوم وبعد أن تجاوز عددها الـ 1200 تحولت إلى قبلة ومتنفس للشباب على اختلاف توجهاتهم وميولاتهم.

الشاب العشريني، علي عبد الرزاق، بكالوريوس إدارة واقتصاد، يهرب من نشرات الأخبار إلى المقهى ليلعب الدومينو مفضلاً هذه اللعبة على الواقع الصعب.

يقول لـ "العربي الجديد": "أفضل الدومينو على متابعة نشرات الأخبار التي تجلب الأمراض وتحبط المعنويات، وهنا ألتقي بالأصدقاء في محاولة للهروب من الملل وشبح البطالة".

ويضيف "بعد تخرجي من الكلية قبل عامين تجول ملفي على كل الوزارات والمؤسسات الحكومية بحثاً عن التعيين، لكن دون جدوى وأنا على يقين أن مصيره كان الحرق أو الإهمال  تحت درج النسيان كباقي أقراني".

بدوره يتقاسم علي محمد تركي (25 عاماً) المرارة مع عبد الرزاق ويقول لـ"العربي الجديد"، أنا عاطل عن العمل، بعد إتمام دراستي تعودت على ارتياد المقهى، هرباً من دوامة التفكير في المستقبل المجهول والعجز عن بناء أسرة ولا تحمل أي مصاريف، وغيرها من المشاكل النفسية التي نعيشها بسبب قوائم الأزمات التي تلاحق الشاب العراقي".
 



ويتابع المتحدث بسخرية مريرة "دأبت الأمم المتحدة على القيام بإحصائيات حول واقع وعمل الشباب، لكن حتى اليوم لم تظهر أي إحصائية عن عدد المقاهي التي افتتحت في بغداد، منذ العام 2003، وأي فئة ترتادها، وكم من الوقت تقضي بها وإلى أي ساعة تغلق أبوابها"، متسائلاً "هل هذا الأمر لا يعكس بوادر أزمة حقيقية؟".

من جهته، لم يخف فتح ليث حسين (25عاماً)، تعلقه الكبير بالمقهى وذكرياته الكثيرة داخلها، يقول لـ "العربي الجديد" "أدخن (النرجيلة) التي تعودت عليها بعد فقدان أصدقائي الذين كانوا ضحية تفجير إرهابي أدى إلى وفاة (5) منهم، كنا نفضل السهر في هذا المقهى الصيفي، حيث الخضرة تحيطنا ونقضي وقتاً ممتعاً، لكن هم رحلوا وأنا أعيش بذكرياتهم إلى الآن".

أما محمد فالح (26 عاماً) بكالوريوس علوم صرفة، فيوضح لـ"العربي الجديد" أن المقهى بالنسبة له هو فضاء لتزجية الوقت وكسر رتابة يوم من العمل.

يقول "بعد عودتي من العمل وإكمال التزاماتي الأسرية أقضي بعضاً من الوقت في المقهى كونه المتنفس الوحيد للشاب العراقي، فلا توجد أماكن غيره، كما لا يخفى على أحد الوضع العراقي والأزمات المتتالية التي تجبرنا على تحديد الأماكن واختيارها بدقة لضمان سلامتنا".



 

ذات صلة

الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة

مجتمع

أعلنت السلطات الصحية العراقية، انتشال 5 آلاف و244 جثة من تحت أنقاض المناطق المهدمة بمحافظة نينوى، بعد 6 سنوات مضت على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الذي اجتاحها صيف العام 2014.
الصورة

مجتمع

حذّرت وزارة البيئة العراقية، أمس الجمعة، من مخاطر صحية وبيئية كبيرة تتسبب بها النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية بالبلاد، والتي تُقدّر بعشرات الأطنان اليومية، ولا يجري إتلافها بطرق صحية، مؤكدة ضرورة وضع المعالجات للملف..
الصورة
المدينة القديمة لا تزال ركاماً دون أي جهود لإعادة الإعمار (العربي الجديد)

مجتمع

لا تزال المدينة القديمة في الساحل الأيمن من الموصل، مركز محافظة نينوى العراقية، على حالها منذ تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" في يوليو/ تموز 2017، حيث إنها لم تتقدم على صعيد الإعمار ورفع أنقاض المنازل التي هُدمت بفعل قصف طيران التحالف الدولي.

المساهمون