"الركبان": نقص بالأدوية واستياء من رفض الأردن إدخال مساعدات

"الركبان": نقص بالأدوية واستياء من رفض الأردن إدخال مساعدات

10 أكتوبر 2017
يعيش النازحون بالمخيم وضعاً إنسانيّاً صعباً (خليل مزراوي/Getty)
+ الخط -



لا يزال عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيم "الركبان"، على الساتر الحدودي بين سورية والأردن، يرزحون تحت مأساة تتفاقم وسط إهمال من قبل المنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني، إذ تؤكد مصادر داخل المخيم أن هناك نقصا حادا في الأدوية وحليب الأطفال، مع غياب الأمل بانفراجة قريبة مع تخلي الأردن عن مسؤولية رعاية هؤلاء النازحين.

وأفاد مصدر من داخل المخيم لـ "العربي الجديد"، أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى المخيم من الجانب الأردني "قطعت منذ سبعة أشهر"، دون سبب واضح، كما أن المواد الغذائية التي تصل إلى المخيم "تأتي عن طريق مهربين من ريف محافظة السويداء الشرقي القريب من المخيم".

وبيّن المصدر أن هناك نقصا شديدا في الأدوية وخاصة للأمراض المزمنة، وحليب الأطفال، مشيرا إلى أن الجانب الأردني "يسمح بدخول الحالات المرضية الحرجة للعلاج في المشافي الأردنية، ومن ثم إعادتها إلى المخيم". وأوضح أن القاعدة الأميركية الموجودة في منطقة التنف لم تقدم أي مساعدات إغاثية لسكان المخيم، مستدركا بالقول: ولكن فصيل "مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، الذي يتلقى الدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، قام بإنشاء مكتب شؤون مدنية داخل المخيم.

وأشار إلى أن هذا المكتب قام بتفعيل أعمال بلدية من قبيل إزالة القمامة، ووضع حاويات داخل المخيم، كما أقام مركز صحيا خارج المخيم لعلاج الحالات المرضية الحرجة. وأشار المصدر إلى أن المياه  غير كافية في المخيم بعد انقطاع لأكثر من عشرة أيام، موضحا أن تصريحات مسؤول أردني مؤخرا التي أشار فيها إلى أن مسؤولية رعاية النازحين تقع على النظام السوري كون المخيم داخل الأراضي السورية "أثار استياء النازحين لأنهم هربوا من إجرام النظام بحقهم في مدنهم وقراهم"، وفق المصدر الذي أكد أن عددا كبيرا من سكان المخيم "فقدوا الأمل بانفراج قريب ينهي هذه المأساة الإنسانية في بقعة جغرافية منسية".


وكان زير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد جدد الأحد موقف بلاده بعدم السماح بدخول لاجئين من مخيم الركبان الحدودي إلى المملكة، مؤكداً عدم القبول بأية آلية للتعامل تجعل من الأوضاع مسؤولية أردنية في المستقبل.

وقال خلال استقباله سفراء الاتحاد الأوروبي: "إن قاطني الركبان هم مواطنون سوريون على أرض سورية، ما يجعل التعامل مع المخيم مسؤولية سورية دولية، وليست مسؤولية أردنية، وقضية تستوجب حلاً في سياق سوري وليس أردنياً".

وأعلن الأردن حدوده منطقة عسكرية مغلقة، في 21 يونيو/حزيران 2016، في أعقاب اعتداء استهدف نقطة عسكرية محاذية للمخيم، وأدى إلى مقتل 6 جنود وعناصر أمن أردنيين، وشمل القرار وقف السماح بدخول اللاجئين، وتقييد عمل المنظمات الدولية.

ويسكن في مخيم الركبان، الذي بدأ بالتشكل في عام 2015، نحو 50 ألف نازح سوري، ويعد واحداً من أكبر مخيمات الداخل السوري، حيث إنه يمتد على طول 7 كيلومترات من المنطقة المحرمة منزوعة السلاح بين البلدين، كما أنّه واحد من أسوأ مخيمات الداخل من ناحية الظروف المعيشية.

المساهمون