كعك العباس في عاشوراء... عابر للطوائف

كعك العباس في عاشوراء... عابر للطوائف

01 أكتوبر 2017
كعك العباس الخاص بعاشوراء(فيسبوك)
+ الخط -

 



كما لكل مناسبة دينية طقوسها ومأكولاتها التي تميزها عن غيرها في لبنان، هكذا ذكرى عاشوراء التي يتلازم مع إحياء مراسمها تحضير كميات من كعك العباس، والهريسة، والبسكويت وراحة الحلقوم التي تقدم للزوار في البيت أو في الحسينيات وفي المراكز التي تقيم مجالس العزاء في ذكرى واقعة كربلاء، وتكريماً للإمام الحسين.

وتنهمك الأسر في تحضير كعك العباس وهو من المخبوزات الحلوة المذاق والأشهر في عاشوراء. وتأخذ هذه الحلوى الشعبية مسارها قبل الليلة الأولى من عاشوراء، منذ الأول من شهر محرم إلى ما بعد 40 يوماً. فالوقت متاح طوال تلك المدة لصناعة هذا الكعك، الذي يبقى متوفراً لأهل البيت والزوار.

وتتباهى النساء في إعداد وعجن وخبز كعك العباس الذي نسب إلى أبي الفضل العباس الأخ غير الشقيق للإمام الحسين، لإظهار مهاراتهن بصنع الكعك الأطيب والأفضل، خصوصاً في القرى الجنوبية والأحياء الشيعية. فالكثير من الأسر لا تزال تفضل إعداد الأطعمة والمخبوزات في البيت وعدم شرائها جاهزة، للاطمئنان على جودة المكونات والتقيد بشروط النظافة والخبز وفق الوصفة المتوارثة عبر الأجيال.

وإن كانت مكونات الكعك تبدو سهلة الإعداد للوهلة الأولى، وهي عبارة عن خليط من الطحين والسكر واليانسون، ومنهم من يتفنن في إضافة العقدة الصفراء والسمسم وجوزة الطيب للعجينة، إلا أن عجلة الحياة السريعة، وتوفر الكعك الجاهز في الأفران، يخفف على النساء المنشغلات مهمة إعداده يدوياً الذي يأخذ وقتاً لإنجازه بكميات كبيرة.

لم يعد صناعة منزلية فقط(فيسبوك) 



وتأخذ الكعكات شكلاً دائرياً، وتوضع العجينة على قالب يعطي للكعك شكلا متميزاً مطبوع عليها دوائر عدة. ويختلف حجمها باختلاف حجم القوالب، بين المتوسط والكبير.

ومن المنصف القول إن كعك العباس الذي يعتبر إعداده من العادات الاجتماعية الخاصة بالطائفة الشيعية في لبنان، لم يعد وجوده وتذوقه اليوم حكراً على الشيعة وحدهم، وإنما مع التطور التقني والآلي وحلول الأفران والمكننة محل النساء والعمل اليدوي، صار هذا الكعك متوفراً خلال أيام عاشوراء في مختلف المدن اللبنانية في بيروت وطرابلس وصيدا وغيرها.

ويلقى كعك العباس إقبالا خصوصاً من الأطفال، فهو من المخبوزات الدائرية الشكل والطرية القوام، وسهلة الأكل ومذاقها محبب، كما يسهل توزيعها على الجيران لكسب الأجر والثواب.

(العربي الجديد)