نفحات سعودية إيجابية

نفحات سعودية إيجابية

06 يناير 2017
أمل في تغيير اجتماعي بالسعودية (فايز نورالدين/ فرانس برس)
+ الخط -
هل يمكن أن تبدأ السنة مع دواعي تفاؤل للنساء وحقوقهن في السعودية؟ لطالما كانت مرتبة السعودية فيما خص أوضاع النساء في أدنى المراتب عربياً وربما عالمياً. وإذا كان لابد من استثناء على الصعيد العربي، في كل من سورية واليمن، فإن السبب هو نتيجة أوضاع الحروب المندلعة في هذين البلدين. المهم، أن الأوضاع في السعودية، وإن بشكل فردي ومتقطع يدعو للتفاؤل بسبب المؤشرات الإيجابية التي تحصل تباعاً دون أن يكون هناك بالضرورة أي رابط بينها ودون أن تكون ممنهجة.

مؤخراً، صرّحت مسؤولة في القسم النسائي في الهيئة العامة للرياضة في السعودية عن العزم على تخريج مدرّبات لياقة بدنية معتمدات من قبل المملكة في بعض الجامعات بموجب توقيع اتفاقيات مع عدة جامعات. يعد هذا الخبر بحد ذاته إنجازاً مقارنة بالواقع الذي كان سائداً في السعودية. حيث إن أنظمة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تسمح للنساء السعوديات بممارسة الرياضة، وحتى أنه لا يحق للفتيات دخول الملاعب الرياضية. بالطبع ستبقى صفوف اللياقة البدنية الجامعية محصورة على جنس واحد كما التعليم بشكل عام، ولكنه خطوة أولى نحو تغيير في الستاتيكو السائد.

هذا التصريح الذي افتتحت به السعودية العام الحالي صدر عن الأميرة ريما بنت بندر، والتي كانت قد عيّنت بقرار من مجلس الوزراء السعودي قبل أقل من خمسة أشهر لتشغر هذا المنصب في الهيئة العامة للرياضة. وفي نفس تلك الفترة، أي في آب/أغسطس 2016، كانت هذه المسؤولة قد شاركت وبشكل رسمي ضمن بعثة السعودية للأولمبياد العالمي الذي عقد في ريو دي جانيرو.

وفي أوائل هذا الأسبوع أيضاً، انتشر أحد الفيديوهات بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو عبارة عن أغنية تؤديها مجموعة من السيدات السعوديات اللواتي تحدّين النظم الاجتماعية السائدة والتي تحد من مشاركة النساء في الحياة العامة في نفحة نقدية وموسيقية. في الفيديو نساء رياضيات، لاعبات كرة قدم، يمارسن هوايات التزلج باحتراف. اللافت في ذلك أمران، أولاً أن هناك نساء محترفات بالرياضة بالرغم من كل القيود المفروضة والموضوعة على ذلك. وثانياً، أن الفضاء الاجتماعي كان مدخلاً ربما للتسلل إلى الفضاء العام في السعودية ومحاولة إحداث تغيير في موازين القوى.

تبقى الإشارة إلى نفحة أمل أخرى في تغيير اجتماعي وثقافي في السعودية، وإن خجول، انعكس في ردة الفعل الاجتماعية على وفاة المحامية شهد سمّان، الشابة السعودية، في تفجير إسطنبول ليلة رأس السنة. فهذه الجريمة، كشفت لنا عن وجود حاضنة اجتماعية مستعدة للمجاهرة بدعم حضور النساء في أماكن السهر المختلطة.
قد يكون في الأمر نوعٌ من المغامرة. لكنها مغامرة تستحق العيش علها تصبح "ماينستريم" في المستقبل.

(ناشطة نسوية)

المساهمون