بين روزفلت وترامب... معارضة التمييز والعنصرية تتسع

بين روزفلت وترامب... معارضة التمييز والعنصرية تتسع

31 يناير 2017
ينادون بإسقاط قرارات ترامب (جاك تايلر/Getty)
+ الخط -
"لا تخافوا من الكلام" هي المقولة التي نقلها موقع "غوغل دودل" أمس الاثنين عن الناشط والحقوقي الأميركي الياباني فريد كوريماتسو، في ذكرى ميلاده الـ98، مؤكدا أن مقاومة الناشط لقرار السلطات الأميركية بإنشاء معسكرات الاعتقال لليابانيين على الأراضي الأميركية تحاكي مقاومة الأميركيين والعالم لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحظر سفر العرب والمسلمين من سبع دول إلى أميركا.


75 عاماً مرت على ولادة المدافع عن الحريات المدنية وحقوق الإنسان، فريد كوريماتشو، الذي عارض الأمر التنفيذي رقم 9066 الذي أصدره الرئيس فرانكلين روزفلت في 19 شباط/فبراير 1942، الذي قضى بإقامة مناطق معزولة عسكرية يمكن للأميركيين مراقبة اليابانيين فيها، بعد الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور في 7 ديسمبر/كانون الأول 1941.


وفتحت الحكومة الأميركية على إثره 10 معسكرات اعتقال في سبع ولايات أميركية، وضع فيها أكثر من 112 ألفاً و500 أميركي ياباني حتى نهاية الحرب عام 1945.


أما اليوم فإن ولايات أميركية كثيرة تشهد حراكاً معارضاً، من تجمعات وحشود ومسيرات في المطارات والساحات العامة لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومنها قرار حظر سفر رعايا سبع دول عربية وإسلامية إلى الولايات المتحدة، والذي ترتبت عليه قيود وتضييق على المهاجرين من أصول عربية ومسلمة داخل أميركا، أو من طالبي اللجوء ممن لم يحصلوا بعد على الإقامة الدائمة.


الاعتراض الشعبي والسياسي والإعلامي على ترامب بدأ بعد فوزه بالرئاسة، واشتدت حدة المعارضة واتسعت عالميا يوم تنصيبه رسميا، جسدتها مئات المسيرات حول العالم، للتعبير عن رفض سياسة التمييز العنصري والديني وانتهاك حقوق الإنسان الذي برز واضحا في خطابات ترامب قبل وبعد انتخابه.


مخاوف جدية وقلق من تبعات قرارات ترامب (أليساندرو أبونيزيو/فرانس برس) 





المسلمون في أميركا خصوصاً، وخارجها عموماً، قلقون من القرار وتبعاته، والأحاديث التي أجراها "العربي الجديد" مع مواطنين أميركيين من أصول عربية ومسلمة بينت مستوى القلق على ما سيحصل لاحقاً، معتبرين أن المستقبل يحمل من الغموض والضبابية ما يجعل حياتهم غير مستقرة خلال هذه المرحلة. كما أن المخاوف تزيد من احتمالات إخضاع الناس للرقابة والتحقيق فقط لأنهم من دين معين أو جنسية محددة.

كوريماتسو نموذج للمعارضة الأميركية، فقد أمضى حياته محاربا العنصرية ومدافعا عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وتوارى هربا من الاعتقال، لكن السلطات تمكنت من القبض عليه وحولته للمحاكمة التي جعلها فرصة له حتى يحاجج ويثبت عدم شرعية معسكرات الاعتقال. خسر قضيته واقتيد إلى المعسكر في حينه، لكنه اليوم رمز لحقوق الإنسان ورفض التمييز.


صور يابانيين اعتقلوا خلال الحرب العالمية الثانية  (جاستن سوليفان/getty) 


فريد كوريماتشو ولد في أميركا لأبوين يابانيين مهاجرين عام 1919 في أوكلاند في ولاية كاليفورنيا الأميركية وتوفي في مارس 2005. احتفلت كاليفورنيا بذكراه للمرة الاولى في 30 يناير 2011، وفي عام 2015 احتفلت فرجينيا بذكرى ميلاده وكرسته يوما سنويا للحريات.


الموقع الإلكتروني الخاص بمؤسسة ومعهد فريد كوريماتسو، الذي تأسس عام 2009، يشير في افتتاحيته "اليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج إلى تعلم الدروس عن الظلم الناتج عن الأمر التنفيذي رقم 9066 والذي أدى إلى سجن الأميركيين من أصول يابانية في الحرب العالمية الثانية.


الناشط الأميركي الياباني فريد كوريماتسو(فيسبوك) 


لم تعترف واشنطن بأنها ارتكبت خطأ ولم تقدم اعتذارا للضحايا إلا بعد عقود. ودفعت حكومة رونالد ريغان تعويضات زهيدة للناجين في عام 1988.


عسى ألا يفوت الأوان قبل أن تدرك السلطات الأميركية حجم الخطأ الذي ترتكبه الآن من خرق للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وقبل أن تترسخ الفرقة وتزيد النزاعات على أساس الجنسية والدين والعرق".



(العربي الجديد)