القوات العراقية لأهالي الموصل: كشف خلايا "داعش" مقابل الخدمات

القوات العراقية لأهالي الموصل: كشف خلايا "داعش" مقابل الخدمات

31 يناير 2017
الخوف من داعش يُخيف العائدين (هيمن حسين/الأناضول)
+ الخط -
بعد أن طال انتظارهم الخلاص من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) استقبل أهالي الساحل الأيسر من الموصل القطعات العراقية بلهفة، مرحبين ومهللين، لكن سرعان ما تغيرت المعادلة بعد أن باشرت القطعات في مساومة الأهالي ومطالبتهم بالمستحيل.


ويحاول أهالي الموصل الذين كانوا حبيسي بيوتهم تحت وطأة القصف الجوي والبري، والخوف من "داعش"، استعادة حياتهم الاعتيادية، وممارسة أعمالهم مصدر رزقهم. لكنّ شبح "الخلايا النائمة" التي تتحدّث عنها القطعات العراقية ما زال يطاردهم ويسلبهم طموحاتهم.


ويقول أحد أهالي حي سومر في الساحل الشرقي للموصل، لـ"العربي الجديد": "عبرنا من الموت إلى الحياة، احتجزنا في منازلنا منذ شهور، خوفا من القصف ومن جرائم داعش، وما زلنا حتى اليوم نرى كوابيس تلك الفترة التي نحاول التخلّص منها".


وأضاف المواطن، والذي طلب عدم كشف اسمه، أنّ "خلاصنا من داعش نقطة تحول في حياتنا، مُنحنا الحياة من جديد، وتنفسنا عبقها وعادت الروح لأجسادنا التي أنهكها الخوف والجوع والمرض"، مستدركا "كنّا فرحين جدّا بالقطعات العراقية التي انتشرت في مناطقنا، ورحبنا بها وتجولنا معها وشكرناها على إنقاذنا من داعش، لكن سرعان ما تحولت الفرحة إلى خوف جديد، فالقطعات العراقية تتحدّث عن خلايا داعش منتشرة في صفوف الأهالي، ولا أحد يعرف عناصرها غير الأهالي، وعن حتمية الإبلاغ عنهم".


وأشار إلى أنّ "القطعات بدأت عمليات تفتيش المنازل، وتدقيق الأسماء، ولديها قوائم بأسماء المطلوبين، ونحن لا نعترض على ذلك، فهذا واجبها، لكنّها (القطعات) بدأت تساوم الأهالي وطلبت من كل عائلة الإبلاغ عن خمسة عناصر من داعش مقابل عودة الخدمات والحياة الطبيعية والسماح للسيارات المدنية بالتحرّك والعمل".




وأكد أنّ "هذه المساومة ليست نزيهة ولا تقوم على أسس أخلاقية، وأعادت هاجس الخوف للأهالي من القطعات العراقية"، معتبرا أنّ "كشف عناصر داعش وخلاياه النائمة هو في صلب عمل القوات الأمنية، ومنها الشرطة المحليّة، والذين هم من أهالي الموصل، ولا يجوز إقحام العوائل المدنية بالملف الأمني ومطالبتها بالقيام بواجبات القوات الأمنيّة".


الفرحة بالعودة لم تكتمل في مناطق الموصل المحررة (أود أندرسن/فرانس برس) 


وأضاف "حتى لو كان هناك عناصر من داعش أو خلايا نائمة، فالأهالي لا يعلمون بهم، هذا صلب العمل الاستخباري الحكومي الذي يجب تنظيمه، ولا يمكن مقابلة ذلك مع الخدمات وعودتها للأهالي، فالخدمات هي من أساسيات الحياة في تلك المناطق، وعودتها هي مسؤولية الحكومة".


وأكد عضو المجلس المحلي للحي العربي شرق الموصل، عدنان الجبوري، أنّ "القطعات الأمنية العراقية تتعامل باحترام مع الأهالي، وأنّ الأهالي فرحون بمقدمهم".


وقال الجبوري لـ"العربي الجديد": "لمسنا تعاونا واحتراما كبيرين من قبل القطعات العراقية التي تنتشر في مناطق الموصل المحرّرة"، مؤكدا أنّ "هاجس الخوف لدى الأهالي من هذه المرحلة بدأ يتلاشى شيئا فشيئا".


وأشار إلى أنّ "القطعات العراقية تبحث عن خلايا وعناصر داعش بجديّة، وأنّ معلوماتها تتحدّث عن أنّهم (داعش) حلقوا لحاهم وانتشروا بين الأهالي، وأنّ عمليات البحث مستمرّة عنهم"، مرجحا أنّ "تكون المساومة على الإبلاغ عن خمسة عناصر من داعش من قبل كل عائلة تصرفات فردية من قبل عناصر الأمن، وليست نهجا وخطة لديها". وأشاد بـ"تعاون الأهالي الكبير مع القوات الأمنية وترحيبهم بها".