"كورنيش الفلوجة" يتحوّل إلى مقر لمليشيا "الحشد الشعبي"

"كورنيش الفلوجة" يتحوّل إلى مقر لمليشيا "الحشد الشعبي"

27 يناير 2017
تحوّل إلى ثكنة عسكرية (رمزي حيدر/Getty)
+ الخط -

"كورنيش الفلوجة" كان المتنفس الوحيد لسكان مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غرب العراق) بحدائقه الخضراء وإطلالته المميزة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، قبل احتلاله من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مطلع عام 2014.

لاحقاً، تحوّل إلى مقر كبير لمليشيا "الحشد الشعبي" التي خربت معالمه، وشوهت زينته، بعد أن حولته إلى ثكنة عسكرية محاطة بالحواجز الكونكريتية، والأسلاك الشائكة من جميع الجهات.

ويشير عضو مجلس أعيان الفلوجة، محمد الجميلي لـ"العربي الجديد" إلى أنّ السكان المحليين في الفلوجة استبشروا خيراً عند تحرير مدينتهم في مايو/ أيار الماضي، حين سمعوا بوجود اتفاق يمنع دخول المليشيات إلى المدينة، مؤكداً أن المدينة شهدت استقراراً غير مسبوق خلال الأشهر الأولى لتحريرها، بسبب السيطرة على الأرض من قبل أفواج الطوارئ المشكلة من قبل مقاتلين محليين.

ويضيف "شهدت الأيام الأخيرة دخول العشرات من عناصر المليشيات إلى الفلوجة قادمين من قاعدة المزرعة شرقي المدينة"، مبيّناً أن المليشيات قطعت الطريق المؤدي إلى الكورنيش بعد أن اتخذته مقراً لها.

وحذّر الجميلي من تداعيات استقرار "الحشد الشعبي" داخل المدينة، مبدياً قلقه من عودة الاحتقانات الطائفية، والتي تسببت بها المليشيا في مناطق أخرى.



ودعا محافظ الأنبار، ورئيس مجلس المحافظة إلى التدخل لطرد المليشيات من المدينة، مطالباً بتسليم الملف الأمني إلى الشرطة المحلية التي لا تزال ممنوعة من ممارسة مهامها الأمنية في الفلوجة.

وأكد النقيب في طوارئ الأنبار فاروق العبيدي، أن مليشيا "الحشد الشعبي" تتذرع بحماية الضفة الشرقية لنهر الفرات، مبيّناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن قادتها في الفلوجة يؤكدون أنهم جاؤوا لمنع تسلل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى داخل المدينة.

وعبر العبيدي عن تخوفه من حدوث تداخل في الصلاحيات الأمنية داخل المدينة، بسبب تعدد الأجهزة المسلحة، مشيراً إلى قيام قيادة الشرطة في الأنبار بإبلاغ المليشيات بضرورة تغيير مقرها الحالي ونقلها إلى منطقة أخرى غير "كورنيش الفلوجة" الذي يعتبر من أهم معالم المدينة.

وتتطلب مسألة إعادة تأهيل الكورنيش مبالغ كبيرة بعد خروج المليشيات منه، بحسب المهندس في بلدية الأنبار، عماد عودة، والذي أكد لـ"العربي الجديد" حدوث عمليات تخريب ونهب لمحتويات الكورنيش المطل على نهر الفرات. كما لفت إلى قيام الآليات الثقيلة لـ"الحشد الشعبي" بتجريف الحدائق والمنتزه والمظلات والمطاعم التي كانت مشيدة عليه، فضلاً عن تخريب شبكتي الماء والكهرباء فيه.

وطالب سكان محليون "العربي الجديد" بنقل معاناتهم من وجود المليشيات داخل مدينتهم، مبدين تذمرهم من قطع الطريق الرئيس الذي يربط جسري الفلوجة من قبل عناصر "الحشد الشعبي"، فضلا عن صعوبة وصولهم إلى محطة التزود بالوقود الموجودة في الجهة المقابلة للكورنيش.

يشار إلى أن مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) كانت تمثل مركزاً تجارياً وعمرانياً عراقياً مهماً، بسبب وقوعها على خط حركة التجارة بين العراق والأردن وسورية. ومن أبرز معالم المدينة كورنيش الفلوجة، ومدينة الألعاب، فضلاً عن احتوائها على سلسلة مطاعم فاخرة تستقطب زبائنها من جميع المحافظات العراقية، لكن المدينة تعرضت لعمليات تخريب كبيرة قبل وأثناء تحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كما أكد سياسيون تعرضها لعمليات سرقة منظمة وحرق لمنازل من قبل مليشيا "الحشد الشعبي" بعد طرد التنظيم منها.