حسين أبوغوش... موعد مع الشهادة بذكرى استشهاد ابن عمه

حسين أبوغوش... موعد مع الشهادة بذكرى استشهاد ابن عمه

26 يناير 2017
أتم الشهيد عامه الثامن عشر قبل أيام فقط (تويتر)
+ الخط -



في الذكرى الأولى لاستشهاد الشاب حسين محمد أبو غوش من مخيم قلنديا شمالي القدس المحتلة، كان حسين سالم أبو غوش على موعد أيضاً مع الشهادة، فاختار الارتقاء شهيداً في ذات اليوم الذي استشهد فيه ابن عمه، مجدداً العهد لشهداء المخيم ممن سبقوه. نفذ بمركبته هجوماً استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين في محطة بالقرب من قرية مخماس شمال شرق القدس المحتلة، مساء أمس الأربعاء، بيد أن الاحتلال نفى إصابة أحدهم، فيما كان جسد الشهيد هدفا لرصاصهم.

قبل عام، كان الشاب حسين محمد أبو غوش برفقة صديقه إبراهيم علان من قرية بيت عور التحتا غرب رام الله، على موعد مع الشهادة حين نفذا عملية طعن مزدوجة قرب مستوطنة "بيت حورون" المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب غرب رام الله، قتلت فيها مجندة إسرائيلية وأصيب جندي آخر، قبل أن يرتقي حسين وإبراهيم شهيدين.

كان الشاب حسين محمد أبو غوش، قد غادر محل حلاقة يملكه أحد أصدقائه وكان يعمل فيه، ليلتقي مع صديقه المقرب علان، وحين تواردت الأنباء عن استشهاده كان ابن عمه حسين أيضاً الأكثر تأثراً باستشهاده، كما قال أصدقاء مقربون من الشهيدين، ومنهم الناشط مصطفى أبو رموز لـ"العربي الجديد".

وقْع خبر استشهاد حسين سالم أبو غوش كان كبيرا على عائلته، وعلى أصدقائه، كما أكد أبو رموز، وهو أحد أعضاء الهيئة التنظيمية بالمخيم، خاصةً بعد أن صدحت مساجد المخيم بإعلان الشهيد الثاني من عائلة أبو غوش، وهو ابن عمه الذي ارتقى قبل عام بالضبط وفي ذات التاريخ. وأوضح أن الشهيد لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وكان قريباً من والده، وعمل قبل ذلك معه في مجال البناء داخل المخيم.

بدوره، لم يفصح والد الشهيد، في حديثه لـ"العربي الجديد" بكثير من المعلومات عن نجله الذي غادر البيت ساعات ما بعد عصر يوم أمس، ولم يعد، قال بصوت متهدج، وهو يصف ما حل بالعائلة بعد رحيل ابنه "صدمة كبيرة". 



لقد أتم الشهيد عامه الثامن عشر قبل أيام فقط – كما قال والده – وتابع "فرحنا بدخوله عاما جديدا من العمر، في حين أتم الثانوية العامة بنجاح، وعمل في مجال الاتصالات، وتصليح الهواتف الخلوية، وكان شديد التعلق بمهنته، ومصرّا على مواصلة دراسة هذا المجال".

منذ ساعات الصباح الباكر لهذا اليوم، لم يخل بيت الشهيد من الداعمين المشاركين عائلته فجيعتها بفقدانه، كان والدا الشهيدين يعزيان بعضهما البعض، وكانت مظاهر الحزن في المخيم بادية من خلال ردود أفعال الشبان والفتية وكذلك النسوة. وكانت أعلام فلسطين، ورايات الفصائل تعلو أسطح بعض المنازل، بينما العائلة والكل يترقب موعد تسليم الجثمان، إذ أكد والد الشهيد أن الاحتلال لا زال يحتجز الجثمان، وليس واضحا متى يتم تسليمه!

أصدقاء الشهيدين من أبناء المخيم، كان لهم أيضا انطباعات وآراء، بعد الإعلان عن استشهاد حسين أبو غوش، ليلحق بابن عمه، وقد عبروا عنها من خلال ما خطوه على صفحات التواصل الاجتماعي.

كتب حمد الساريسي "يأبى المخيم الخروج من تحت المجهر، يبقى دوما صافرة الإنذار المذكرة للصهيوني بأننا سكان مؤقتون والعودة لا محال منها طال الزمن أو قصر"، مذكرا الدبلوماسية العربية والفلسطينية بحق العودة وأنهم من يقرر المصير وفلسطين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش مازالت محتلة".

وتابع "رسالة يوصلها أشبال المخيم أنهم ما زالوا على النهج بوفائهم لدماء الشهداء وأسرانا حاضرون بالمنظومة النضالية، وأنهم المرهم لعذابات الجرحى والأيقونة الراسخة لشعبهم، إنهم رأس الحربة دون تراجع مثبتين للعالم أجمع أن قلنديا دوما استثنائي.. ففي ذكرى الشهيد لا نقدم الورود بل نرويه بالدماء".