"غصن الزيتون" تعلّم أطفال سورية النازحين

"غصن الزيتون" تعلّم أطفال سورية النازحين

21 يناير 2017
فرصة لعب بعيداً عن القنابل (أحمد موسى)
+ الخط -
نظراً إلى الضرر الكبير الذي لحق بالأطفال السوريين النازحين، خصوصاً حقّهم في التعليم، كان لا بدّ من البحث عن حلول رغم اشتداد الحرب والحصار. في هذا الإطار، لجأت مجموعة من المنظمات السورية العاملة في المجال الإنساني إلى ابتكار طريقة جديدة لتقديم المعرفة للأطفال مع القليل من التسلية، عبر إنشاء مدرسة- حافلة تقصد التلاميذ في مخيماتهم في محافظتي القنيطرة ودرعا، جنوب البلاد.

يقول أحد الأطفال في هذه المدرسة المعروفة باسم "غصن الزيتون" لـ"العربي الجديد": "نأتي إليها لأننا نحب المدرسة والتعلّم، نقرأ النصوص ونتعلّم الحساب والرياضيات والاجتماعيات والعلوم، ونتعلم الكتابة بالإنكليزية أيضاً".

يجد الأطفال في هذه المدرسة فسحة للعب بعيداً عن أصوات القنابل التي أجبرتهم سابقاً على النزوح نحو المخيمات. وفي حديث إلى "العربي الجديد" يقول مالك، وهو أحد القائمين على العمل: "عملنا يهدف إلى بناء الإنسان انطلاقاً من تربية الطفل، وتحسين أخلاقه، وسدّ الحاجة التعليمية لديه".



وبدأت أول حافلة عملها في مخيمات ريف درعا قبل عام ونصف العام، وجرى تجهيزها بمقاعد تتسع لعدد من الأطفال وسبّورة، ويشرف عليها مدرّسان، بالإضافة إلى السائق. أصبح عدد الحافلات اليوم أربعاً تعمل في 17 مخيماً في محافظتي درعا والقنيطرة.

تواجه المدرسة المتنقلة مجموعة من الصعوبات بسبب الحرب، لكنّ القائمين على العمل يحاولون التكيّف مع ذلك ويعملون على إيجاد الحلول. تأتي الحافلات إلى المخيمات صباحاً ويبدأ الأطفال بالتجمّع للصعود إليها ونقلهم إلى منطقة آمنة قريبة من الحدود لتلقي الدروس داخل الحافلة، وبعد انتهاء الدوام تعيدهم.

يقول أحمد وهو أحد المدرسين العاملين في حافلة "غصن الزيتون الرابعة" لـ"العربي الجديد" إنّ حافلته تزور ستة مخيمات بشكل شبه يومي وهي مخيمات "الزريقية، الزيما، قيس القطاعنة، عيد المحمد، عطاء الرومي، أمين عيادة". وتقدم التعليم لـ 350 طفلاً أعمارهم من 6 أعوام إلى 12 عاماً.



تقدم الحافلة للأطفال مبادئ الكتابة والقراءة، بالإضافة إلى النشاطات الترفيهية مثل الغناء والرسم ومشاهدة أفلام التوعية واللعب بالمعجون، بالإضافة إلى كرة القدم وغيرها من الرياضات.

لكن، من المشاكل التي تعترض المدرسة- الحافلة وجود فرق كبير في الأعمار يؤدي إلى تفاوت في القدرة على التحصيل العلمي، ما يجبر القائمين عليها أحياناً على فصل الأطفال وفقاً لمراحل عمرية.

المساهمون