سومر العتر.. كاتب وبيطري حتى إشعار آخر

سومر العتر.. كاتب وبيطري حتى إشعار آخر

03 يناير 2017
رغم دوام العمل الطويل، يجد وقتاً للكتابة (العربي الجديد)
+ الخط -
قضى الشاب السوري سومر العتر، عامه الأخير، متنقلاً بين طوابق مبنى الصحيفة البيروتية التي يعمل فيها. حمل طلبات الصحافيين، من قهوة وشاي ونسكافيه، على صينية معدنية. طاف بها أرجاء المبنى من دون تعب ومن دون أن تغادر الابتسامة الخجولة وجهه. دفعته الظروف التي باتت تُعرّف عن نفسها بنفسها إلى الالتحاق بأخيه الأصغر للعمل في كافيتيريا الصحيفة، والإقامة في المبنى نفسه، كجزء من بدل الأتعاب. ولم تُغير هذه الظروف من تعامله المهذب مع المحيطين به.

يحفظ الشاب الذي يحمل شهادة في العلوم البيطرية من جامعة الفرات بدير الزور في طيات ملفاته الإلكترونية، عشرات الخواطر ورواية وُعِدَ بنشرها. وإلى حين صدور تلك الرواية، ظلّ ينشر مقالاته في مُختلف الأقسام. يُقبل رؤساء الأقسام على نشر مواضيع سومر لأنها "حية وصادقة"، بحسب ما يشرح. في مقالته الأخيرة كتب التالي: "أنا قتيل حربٍ يا حبيبتي، أنا فراغٌ كبير، تقتله الرّصاصات التي لا تُصيب الهدف، أنا صاحب حزن زرعت الرصاصات في جسده ثقوباً كثيرة". في مقالته هذه، كان يخاطب وطنه.

زار سومر لبنان خلال إقامته في بلدته، السلمية، في ريف حماة مرات كثيرة قبل الثورة السورية، ولكنه تحوّل خلالها إلى مقيم. بحث عن عمل في مجال اختصاصه بعد أن حاز خبرة بسيطة في سورية، من دون أن ينجح في ذلك. شجّعته الكتابة على محاربة الاكتئاب. يكتب في أحد مقالاته: "على الرغم من أن الاكتئاب يزيّن غرفتي وتفاصيل حياتي، إلا أنني أستخدمه عدواً لي، حيث إنني في صهوة الصباح... أول استيقاظي أبدأ حربي بصوت فيروز، معلناً الأمل والحب والسلام والحرب في آن".

رغم دوام العمل الطويل الذي يتجاوز الساعات العشر يومياً، يجد سومر دوماً وقته الخاص للقراءة والكتابة. يُحبّ الليل الهادئ، ويقرأ في كل شيء "لأن قراءة كل شيء تشبه وظيفتي الحالية، لا أُحبها، ولكنني مُتأكد أنها خطوة على الطريق".

يؤمن الشاب السوري بأن "تفاصيل العمل الحالي قد تكون مزعجة أحياناً، لكنها حافز للبحث عن الأفضل رغم الظروف التي عادة ما نسمح لها بأن تحكمنا".

لا يملك رفاهية تحديد مصير إقامته في لبنان بعد قرار إقفال الصحيفة التي يعمل فيها، وبعكس كل زملائه فهو لن يخسر وظيفة فقط، بل مكان سكن أيضاً. ولكنه سيواصل الكتابة، بصرف النظر عن إمكانية النشر "لأنني أكتب لأعيش". يُعوّض كلامه القليل بزخم الكتابة غير المنشورة التي يُسلّي بها ليله الطويل.

المساهمون