الموصل: 62 عائلة قضت تحت أنقاض منازلها

الموصل: 62 عائلة قضت تحت أنقاض منازلها

18 يناير 2017
عائلات لم تنزح وبقيت في منازلها (مجاهد محمد/فرانس برس)
+ الخط -


أظهرت تقارير طبية من داخل الموصل وخارجها أن 62 عائلة قضت داخل منازلها، ولم يخرج أي من أفرادها حيا، يضافون إلى آلاف القتلى والجرحى المدنيين الذين سقطوا نتيجة القصف الجوي والصاروخي على المدينة.

وترفض الحكومة العراقية الاعتراف بسقوط المدنيين بفعل القصف الذي تشنه طائرات التحالف الدولي أو الطيران العراقي، مع التجاهل التام لكل من الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولية.

ووفقا لثلاثة عشر تقريرا من أربعة مراكز طبية داخل الموصل، وثلاثة أخرى خارجها أحدها إيطالي، فإن 62 عائلة قضت بفعل القصف منذ بدء الحملة العسكرية على المدينة ولغاية مساء أمس الثلاثاء، بلغ مجموع عدد أفرادها أكثر من 300 شخص، غالبيتهم نساء وأطفال.

وقال طبيب في مستشفى ميداني خيري يدعى عاطف محمد لـ"العربي الجديد": "لا نعلم عددهم على وجه الدقة، لكنهم عشرات العوائل التي قضت بفعل القصف". وأضاف "بعض تلك العوائل ما زال تحت الأنقاض، فالمنازل انهارت فوق رؤوسهم".

واستدرك "نحن من جانبنا أحصينا نحو 30 عائلة، ولا نعرف كم أحصى الأطباء الموجودون في مناطق سيطرة داعش".

كما أوضح مصدر محلي في الموصل يعمل ضمن فريق ناشطين لتقديم المساعدة للسكان، يدعى فراس علي لـ"العربي الجديد" أن" منازلا كاملة تحولت إلى مقابر جماعية لساكنيها".



وبيّن أن حي الزهور وحده شهد مقتل ست عوائل في أسبوع واحد، وهناك حي الحدباء والوحدة والسلام فيه عوائل ما زالت تحت الأنقاض".

وكشف ممثل عن القومية التركمانية في البرلمان العراقي اليوم الأربعاء مقتل عائلتين في مدينة الموصل بقصف للطيران الحربي ليل أمس الثلاثاء، مؤكدا أن القصف استهدف عوائل لا علاقة لهم بما يجري في المدينة.

وقال النائب أرشد الصالحي في مؤتمر صحافي: "طائرات حربية قصفت منازل المدنيين في حي الرشيدية، وتلقينا اتصالات من سكان محليين تؤكد مقتل عائلتين بالكامل بفعل القصف، وهم من التركمان العراقيين".


أضاف أن "على طيران القوات التحالف والجوية العراقية الابتعاد عن قصف المنازل المسكونة في غالبيتها، لأن كثيرا من الأهالي لم ينزحوا في عمليات تحرير نينوى".

وأوضح الناشط أحمد الموصلي لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم الدولة (داعش) بدأ يحتجز عشرات المدنيين ويتخذهم دروعا بشرية. كما أن تكرار القصف يحول منازل أهالي نينوى إلى مقابر"، مشيراً إلى قتل الدكتور محمد طيب، وهو أستاذ في جامعة الموصل مع عائلته ومدنيين آخرين، إذ أقدم عناصر تنظيم داعش ومجموعة من القناصة التابعة لهم باقتحام ثلاثة بيوت متجاورة تحصنوا فيها، فقصفهم طيران التحالف، وقُتل طبيب مع عائلته إضافة إلى نحو أربعة من قناصة التنظيم في عملية تحرير حي الحدباء الأسبوع الجاري".

وأظهرت تقارير محلية عراقية ارتفاع عدد القتلى المدنيين جراء معركة استعادة الموصل إلى ثلاثة آلاف قتيل، ونحو تسعة آلاف جريح غالبيتهم من النساء والأطفال. إلا أن أيا من الجهات الحكومة العراقية أو التحالف الدولي يوافق على الاعتراف بأن عمليات القصف أودت وما زالت بحياة السكان المدنيين.