كلية بجامعة دمشق تهدد طلابها: الدوام أو التجنيد

كلية بجامعة دمشق تهدد طلابها: الدوام أو التجنيد

17 يناير 2017
منشور الكلية الذي يتداوله الطلاب (العربي الجديد)
+ الخط -
هددت كلية الاقتصاد في جامعة دمشق بإرسال أسماء الذكور من طلاب الدراسات العليا، الذين يتغيبون عن مراقبة الامتحانات أو يتأخرون عن الدوام، إلى شعبة التجنيد في العاصمة لإلحاقهم بجيش النظام.

وجاء في نص القرار، الذي وقعه عميد الكلية، وقام طلاب بتصويره من لوحة الإعلانات في الكلية ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن "كل من تغيب عن الدوام يعد مستنكفاً عن الدراسة، وستخاطب شعبة التجنيد بهذا الشأن".

وينطوي تهديد الكلية على حرمان الطلاب من التأجيل الدراسي، الذي يحصلون عليه لتأجيل الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية.

ويوضح عمار، الذي أنهى دراسة الماجستير في كلية الاقتصاد، العام الماضي، أن "الكلية تعمد إلى إلزام طلاب الدراسات العليا بالمشاركة بمراقبة الامتحانات دون مقابل، وهي في الأصل مهمة موظفي الكلية، وذلك حتى لا تتعاقد مع كثيرين وتضطر لدفع رواتب لهم".


ويضيف: "كلية الاقتصاد وعدد من الكليات الأخرى تحكمها العقلية الأمنية، وهو ما تفاقم في السنوات الأخيرة بسبب نقص الكوادر وهيمنة التيار المؤيد للنظام، إذ يتم منح المناصب في الكليات حصراً لأعضاء حزب البعث، حتى تحولت هذه المناصب إلى سلطات أمنية بدلاً من سلطة تعليمية أو إدارية، للأسف، وهذه المعاملة السيئة تشمل أعلى الفئات في الجامعة، فما بالك بطلاب المراحل الأولى؟".

وتسجل أقسام الدراسات العليا في عدد من كليات الجامعة السورية الحكومية نسبة غياب مرتفعة، إذ يضطر العديد من الطلاب في سورية إلى التقدم إلى مفاضلات الدراسات العليا والتسجيل بها للتهرب من الخدمة في جيش النظام.

ويقول طارق، الذي تخرج من كلية العلوم، العام الماضي: "لم يكن لدي خيار آخر، لم أوفق في الحصول على فيزا دراسية بالخارج، أو الخروج بأي طريقة من سورية، بالطبع لا أريد أن أشارك في الحرب، لذا سجلت في الجامعة لدرجة الماجستير، لكن ظروفي المادية تمنعني من متابعة الدراسة، علي أن أعمل وعملي لا يسمح لي بالدوام".

ويضيف: "منذ أن قمنا بالتسجيل، قيل لنا صراحة أن من لا يداوم في نهاية الفصل سيرسل اسمه إلى شعبة التجنيد، ويعتمد تنفيذ هذا على عميد الكلية، فالبعض يفعلها وآخرون لا. وطالما أن مشكلتك لا تزال في الجامعة، فيمكن تدبرها بالواسطة أو الرشوة".

وصدرت العديد من القرارات للتضييق على الطلاب الذي يرغبون بالتهرب من الخدمة العسكرية، إذ اشترطت كليات التعليم المفتوح على المنقطعين عن الدراسة فيها منذ عامين، والمتقدمين الجدد إليها، "بيان وضع" من شعبة التجنيد يؤكد عدم تخلف المتقدم عن الخدمة الإلزامية، كما امتنعت شعب التجنيد عن منح تأجيل لأي طالب يرسب أكثر من سنتين خلال دراسته، رغم اضطرار آلاف الطلاب للتغيب قسراً عن الجامعة بسبب ظروف الحرب.

وتقول كنانة، التي تدرس في كلية الآداب في جامعة حلب: "أصبحنا نداوم على إحصاء عدد الشباب في قاعة المحاضرات، غالبا لا يتجاوزون العشرة، في الوقت الذي يتعدى فيه عدد الإناث مائتين".

المساهمون