أمهات فلسطينيات: "طلاقنا سبب انطلاقنا"

أمهات فلسطينيات: "طلاقنا سبب انطلاقنا"

17 يناير 2017
هديل ناصر فخورة بإنجاز "منطلقات" (العربي الجديد)
+ الخط -
تحديات وصعوبات كثيرة تنتظر النساء اللواتي يتطلّقنَ وينطلقنَ من جديد في الحياة، لا سيّما إن كنّ أمّهات. وفي محاولة داعمة، تألفت مجموعة من النساء أطلقت على نفسها اسم "منطلقات". هنّ فلسطينيات من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1948، اجتمعن لدعم الأمهات المعيلات الوحيدات وتمكينهنّ.

في مايو/ أيار من عام 2015، أطلقت هديل ناصر (35 عاماً) الفكرة، وهي أمّ مطلّقة تعيل وحدها طفلَيها وتعمل في مجال العلاج الوظيفي. تقول: "نحن مجموعة من النساء العربيات من مختلف البلدات العربية، طلاقنا هو سبب انطلاقنا. والمجموعة تأسّست من منطلق قوة وليس ضعف، من دافع وإرادة لدعم متبادل للنساء ورغبة في تغيير النظرة العامة السائدة في مجتمعنا. ومجموعتنا متفائلة وفعالة ورائعة وقوية ومتمرّدة ومليئة بالأمل".

وتشير ناصر إلى أنّ "الجهاز الأفضل لدعم المرأة هو امرأة ثانية تعيش ظروفاً مشابهة لتلك التي تختبرها الأولى. ومنطلقات هي مجموعة من نساء عاملات متعلّمات، منهنّ أمهات معيلات وحيدات. أمّا المشترك بيننا فهو أنّنا مطلقات". وكانت المجموعة قد بدأت تتشكّل بعدما نشرت ناصر على موقع "فيسبوك" اقتراحاً حول إطار داعم لنساء مطلقات وأمهات، فجاء تجاوب سريع من 25 امرأة.

وتوضح ناصر أنّ "بعد الطلاق، تواجه النساء تحديات كبيرة، منها الاقتصادي إذ إنّهنّ معيلات وحيدات. وثمّة معضلة تتعلّق بالسكن.. هل مع العائلة أو في سكن مستقلّ؟ السكن مع العائلة يخفّف من العبء الاقتصادي على المرأة. إلى ذلك، ثمّة نساء ما زلن يخجلن من القول إنّهنّ مطلّقات في مجتمعنا، من دون أن نشير إلى صعوبة الارتباط من جديد، خصوصاً لامرأة مع أولاد".

نريمان مروان من أعضاء المجموعة، وهي أمّ لفتاة في الخامسة عشرة. تقول: "أنا مدرّسة رياضيات للمكفوفين، وما زلت أسكن في بيت أهلي في الناصرة". تضيف: "تردّدت قبل المشاركة في مجموعة منطلقات. لكنّني رحت أشعر بأنّني في حاجة إلى رفقة ما. وكان أوّل لقاء لي، بعدما تعرّفت على النساء الأخريات عبر فيسبوك. أذكر أنّنا تعانقنا". تؤكّد مروان على أنّ "المجموعة منحتني ثقة أكبر ودعمتني فتعزّزت شخصيتي. نساء المجموعة جميعهنّ قياديات وكان لهنّ دور في التأثير الإيجابي عليّ". وتشير إلى أنّ "المجموعة إطار اجتماعي نسائي داعم. أحياناً أشعر بأنّني الأخت الكبرى، وأحياناً الأذن المصغية. نتبادل الأدوار، كأننا في عائلة". تضيف: "واليوم أفكّر في الاستقلالية والسكن في شقّة خاصة مع ابنتي".