أفغانيات يحملن السلاح للانتقام من "داعش" وطالبان

أفغانيات يحملن السلاح للانتقام من "داعش" وطالبان

16 يناير 2017
عندما يتجاوز الظلم الحدود (شان مراي/فرانس برس)
+ الخط -





لم يتوقع أحد أن تحمل جدة أفغانية ثمانينية تدعى بيبي، السلاح في وجه المتشددين الإسلاميين في بلادها، حتى هي نفسها لم تكن تظن يوماً أن الظلم والتعدي على عائلتها سيبلغ حداً يضطرها إلى القتال.

الجدة الأفغانية بيبي هي واحدة من مائة امرأة في إقليم جاوزجان في شمال أفغانستان يحملن السلاح ضد المتشددين الإسلاميين.

ما من امرأة من هؤلاء إلا وفقدت زوجاً أو أخاً أو ابناً على يد عناصر حركة طالبان وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الناشط حديثاً في المنطقة المحاذية لتركمانستان.

وقالت الجدة بيبي التي تعيش في إقليم جاوزجان في حديث هاتفي لموقع "تومسون رويترز" نشر اليوم الإثنين: "فقدت تسعة أفراد من عائلتي، طالبان وداعش قتلوا خمسة من أبنائي وأربعة من أحفادي"، مضيفة "حملت السلاح لكي أشارك في هزيمة الإرهابيين وهكذا نمنعهم من قتل المزيد من أبنائنا".

وعندما عزمت النسوة على حمل السلاح للدفاع عن عائلاتهن، قصدن في ديسمبر/كانون الأول الماضي قائد الشطرة المحلية، شير علي، وطلبن منه بنادق وذخيرة.

وأوضح علي لموقع "تومسون رويترز" أن النساء "جئن إليّ يطلبن السلاح، وقلن لي إن لم أوفر لهن السلاح والذخيرة فسيقتلن أنفسهن، قبل أن يقدم داعش وطالبان على قتلهن".

مع العلم أن النساء لسن مجموعة منظمة، ولم يتلقين تدريباً عسكريا يساعدهن في التعرف على كيفية استخدام السلاح.

 نساء أفغانيات تحت حكم المتشددين(بولا برونستين/getty) 




وذكر المتحدث باسم حاكم جاوزجان، محمد رضا غفوري، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح ناشطاً في الإقليم، الذي يعدّ بوابة إلى آسيا الوسطى، في أوائل عام 2016، وعندما أعلن أحد قادة طالبان ومعه 50 من المقاتلين الولاء للتنظيم المتشدد.

كما أشار إلى أن مقاتلي التنظيم هاجموا يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي قرية قرمجار، وقتلوا خمسة مدنيين وأحرقوا 60 منزلاً وأجبروا 150 عائلة على الفرار.

وأوضحت امرأة في العشرين من عمرها، ورفضت الكشف عن اسمها، أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا زوجها وعددا آخر من أفراد عائلتها، لذلك هي تحمل السلاح الآن وتريد مقاتلتهم.

وأكدت لـ"رويترز تومسون" عبر الهاتف "صوّبت رصاص رشاشي باتجاه عناصر التنظيم، فرّ بعضهم وقتل بعضهم الآخر. سنقف ضد داعش ونحاربهم".


ونقلت وسائل إعلام أفغانية عن رئيس قسم الشرطة في جاوزجان، عبد الحفيظ الخشي، الأسبوع الماضي قوله إن النساء المقاتلات غير مسجلات في الجيش أو الشرطة، كما أن أسلحتهن غير مرخصة.

وعلى الرغم من الترحيب الحذر للشرطة المحلية بالقوة النسائية الدفاعية الجدية، إلا أن تلك الحركة النسائية أثارت مخاوف السلطات العليا.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، نجيب دانش، من كابول: "نحن لا ندعم أي جماعة مسلحة، إلا التي تنضوي في إطار قواتنا". وأضاف "نأمل أن تنضم (النساء المقاتلات) إلى القوات الأفغانية، حتى نتمكن من مساعدتهن".

لكن النساء يتهمن الجيش الأفغاني بالفشل في حماية أسرهن.

وقالت المقاتلة الأفغانية زارمينا: "أولاً قتلوا أخي، ثم قتلوا ابن عمي وبعده عمي وصهري، والآن أحمل السلاح وأقاتل داعش حتى الموت".

أما مريم ففقدت ثلاثة أشخاص من عائلتها أثناء هجوم "داعش" على قريتها قرمجار، وفرّت إلى كوش تيبا وانضمت إلى النساء المحاربات.

وقالت مريم: "ضربنا داعش واعتدى علينا وقتل شعبنا وأحرق 100 منزل ولم يترك لنا شيئاً. قتلوا ثلاثة من أفراد عائلتي"، وأضافت " إذا خسرت كل شيء في حياتك، فلا يبقى أمامك سوى حمل السلاح والقتال حتى الموت".

وقتل مئات آلاف المدنيين في أعمال العنف في أفغانستان منذ بدء الحرب على طالبان في 2001.


(العربي الجديد)


المساهمون