هل يعتذر المنقلبون؟

هل يعتذر المنقلبون؟

14 يناير 2017
يناير 2011... (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

مطلع 2011، كان رائجاً أن إبقاء حسني مبارك على رأس السلطة فيه صالح الوطن والمواطن، وأنه في حال إسقاطه أو تغييره سيتحول الوطن من جنة مزعومة إلى جحيم مقيم، رغم أن الوطن كان طارداً للمواطنين والناس تعاني والاقتصاد متدهور والمجتمع في حال مزرية.

سقط مبارك ولم تسقط مصر، بالعكس بدت الناس أكثر سعادة رغم الانفلات الأمني المقصود، وبات الاقتصاد أكثر استقراراً رغم السرقة والفساد المتواصل، وعاش المصريون أياماً من الحرية التي لن ينسوها أبداً.

ثم كانت الحجة الرائجة مطلع 2013، أن محمد مرسي سيدمر هوية مصر، أراهن أن من يلوكون المصطلح أنفسهم لا يعرفون ما هي هوية مصر، وأن إزالته عن رأس السلطة، ضرورة حتى لا تتضرر مصالح الوطن والمواطن.

عزل مرسي ولم نعرف بعدها ما هي الهوية التي كانوا حريصين على الحفاظ عليها، اللهم إلا الهوية العسكرية لحكم البلاد، ومنذ عزله لم تعرف مصر إلا تضرر أوضاع الوطن والمواطن بشكل لم تعرفه مصر في تاريخها الحديث.

في يناير 2011، وما بعدها على مدار فترة حكم المجلس العسكري، كان مصريون مهتمون بالشأن العام يحتجون وينسقون ويرتبون لمستقبل بلادهم، في مواجهة الثورة المضادة التي كانت تجهز للقضاء على كل مستحقات الثورة والعودة بالبلاد إلى ما كانت عليه من فساد واستبداد وقمع.

ومنذ مطلع 2013، وحتى عزل مرسي، عمل مصريون، بعضهم محسوب على ثورة يناير، جنباً إلى جنب مع الفلول ورموز الثورة المضادة وأركان الحكم العسكري على إنهاء الثورة بكل دأب، زاعمين أنهم يحاولون إنقاذ البلاد.

منذ حكم السيسي مصر والانحدار لا يتوقف على كل المستويات، سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً. ليس هناك شخص يعيش في مصر لم يتضرّر من هذا الحكم الجائر، كما أن دولاً إقليمية عدة تضرّرت، بعضها كان أبرز داعميه مالياً ومعنوياً.

مرت الأيام والشهور، واختفت شعارات يوليو 2013 الزائفة، فلا خارطة طريق أنجزت، ولا وعود بالأمن والرخاء تحققت، الأمر لا يحتاج عيناً فاحصة لإدراك أن الأوضاع باتت أكثر سوءاً.

حتى شعارات النخبة الخاصة بالحرية وتعدد الآراء كلها توارت وتم العصف بها، من يخرج إلى الشارع معترضاً يعتقل، من يتظاهر ربما يقتل، من يكتب أو يعرض رأياً مخالفاً يعاقب ويتم إبعاده، حتى إن التظاهر الذي أسقط مبارك، ثم طارد الجنرال حسين طنطاوي وصولاً إلى عزل مرسي، حتى هذا بات جرماً في دولة الثلاثين من يونيو.

أواصل مطاردة رفاق الميدان المنقلبين: أما زلتم واثقين من صحة قرار الإطاحة بالرئيس المنتخب؟ هل مصر الآن أفضل مما كانت عليه مطلع 2013؟

الإجابة باتت واضحة. فهل تعتذرون؟


المساهمون