فقدان الثقة بالحكومات يؤثّر سلباً على الصحة العامة

فقدان الثقة بالحكومات يؤثّر سلباً على الصحة العامة

11 يناير 2017
في مركز للإيبولا في ليبيريا (زوم دوسو/ فرانس برس)
+ الخط -

يؤدّي عدم ثقة المواطنين بحكوماتهم إلى تجاهل تدابير مكافحة الأمراض التي تحاول المؤسسات الحكومية تطبيقها، مع ما يترتب على ذلك التجاهل من آثار سلبية على الصحة العامة. هذا ما توصّلت إليه دراسة حديثة من جامعة براون الأميركية، نُشرت أخيراً في مجلة العلوم الاجتماعية والطب.

عمل أستاذ العلوم السياسية وعضو هيئة التدريس في معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون، روبرت بلير، على قياس العلاقة بين الإيمان بفعالية المؤسسات الحكومية وكفاءتها في مونروفيا (ليبيريا) وبين استعداد السكان لتنفيذ الإجراءات الخاصة بالسيطرة على فيروس "إيبولا" ومحاولة احتوائه بين عامَي 2014 و2015. وقد شرح بلير أنّ "هذا المشروع انطلق كمحاولة لجمع البيانات بهدف تحديد الأحياء الأشدّ تضرراً من هذا المرض في مونروفيا، من أجل تقديم المعلومات للحكومة والمنظمات المدنية غير الحكومية التي يمكن أن تقدّم الخدمات الإغاثية على نحو يخفف من حدّة الأزمة". أضاف: "لكن عند تحليل البيانات، اكتشفنا العلاقة القوية بصورة لا تُصدَّق بين الثقة بالحكومة والامتثال لسياسات وإجراءات مكافحة فيروس إيبولا".

وخلُص بلير وزملاؤه إلى أنّ المواطن الذي لا يثق بالحكومة يكون أقلّ حرصاً على اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة ضدّ الفيروس داخل المنزل، بما في ذلك الالتزام بتوفير المياه المعالجة بالكلور والمطهّرات لتعقيم الأيدي والجروح، وكذلك بالقيود الاجتماعية الخاصة بالتجمّعات والتواصل الجسدي مثل التقبيل والمصافحة أو رعاية أقارب يعانون من أعراض تشبه أعراض الفيروس وكيفيّة عمليّة الدفن. أضافوا أنّ المواطنين الذين فقدوا الثقة بحكومتهم كانوا أكثر إهمالاً في الوقاية وفي تصديق أهميّة الاحتياطات المطلوبة. فالامتثال لتوجيهات المؤسسات الحكومية كان يستلزم الثقة بالمؤسسات من الأساس، إذ إنّ الشكوك تُفقد تلك المؤسسات مصداقيتها أمام الشعب.

في هذا السياق، أشار الباحثون إلى أنّ التطمينات التي تنشرها المؤسسات الرسمية والإعلام الحكومي تصبح دائماً موضع تساؤل ومثار شكوك لدى المواطنين، خصوصاً في البلدان الأقل نمواً، حيث العلاقة بين المواطنين والحكومات تكون متوترة في معظم الأحيان، فترتفع بالتالي مخاطر انتشار الأمراض نتيجة عدم الامتثال للسياسات الصحية العامة. وشدّدوا على أنّ إيبولا كشف حقيقة الدور الذي تلعبه العوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية في انتشار الفيروسات والأمراض التي تمكن الوقاية منها بسهولة.

المساهمون