عبد الله: آسف لأنّ أطفالي حرموا من التعليم

عبد الله: آسف لأنّ أطفالي حرموا من التعليم

29 سبتمبر 2016
(العربي الجديد)
+ الخط -
لا يخفي عبدالله اللاجئ الأفغاني في باكستان قلقه على مستقبله في أفغانستان وعلى عمله. تعود جذوره إلى مديرية قره باغ في ضواحي العاصمة الأفغانية كابول، لكنّه يعيش منذ أكثر من ثلاثين عاماً في إحدى قرى راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد. يقول إنّ الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الباكستانية إزاء اللاجئين مقلقة ومؤسفة. صحيح أنّه يرحّب بما يتعلق بالرجوع إلى بلاده، "فهي خطوة لا بدّ من اتخاذها عاجلاً أم آجلاً، إلا أنّه من المؤسف تعامل السلطات الباكستانية وإخراج اللاجئين الأفغان بطريقة غير مناسبة".

ويشير عبدالله إلى أنّ موسم الشتاء على الأبواب، ومن الصعب جداً الذهاب إلى أفغانستان، خلال موسم البرد القارس أو حتى قبله. فاللاجئون الأفغان الذين يعودون إلى بلادهم، يحتاجون إلى بناء منازل لهم، وهذا أمر غير ممكن خلال الفترة القصيرة التي تسبق الشتاء.

عبدالله أب لاثنَي عشر طفلاً، يؤسفه عدم ذهابهم إلى المدرسة. والسبب هو أن عددهم كبير، وهو غير قادر على تحمّل تكاليف دراستهم. حاول في أكثر من مرّة إرسالهم، لكنّه كان دائماً يعود لإخراجهم من المدرسة بسبب الرسوم والغلاء. يؤكد أنّه "منذ البداية، كنت أرغب في أن يدرس أولادي مهما كانت الظروف والأحوال. لكنّ العوز أثقل كاهلي". ويلفت الرجل إلى أنّه سوف يشعر بالأسف الشديد طيلة حياته لأنّهم حرموا من التعليم.

حرم أطفاله جميعاً من التعليم، لكنّه لا يرغب في أن يخبروا أعمالاً شاقة كما فعل هو. لذا يريدهم أن يتعلموا المهن كي يتمكنوا من كسب رزقهم من خلالها. إلى ذلك، كان الرجل يحاول تطوير عمله (بيع الدقيق والقمح) في باكستان كي يتمكّن أبناؤه من العمل معه، بدلاً من الاشتغال مع آخرين أو في أسواق الخضار أو مصانع الطوب وغيرها من الأعمال.

محمد داوود هو أخ عبدالله يكبره بثلاثة أعوام، يشكو هو الآخر من سوء معاملتهم من قبل الشرطة الباكستانية بعد قرار الحكومة بترحيل الأفغان. يقول إنّ "رجال الشرطة يلحقون بنا في كلّ مكان، ويأخذون منّا جزءاً كبيراً ممّا نكسبه. لكننا لن نرحل من هذه البلاد التي عشنا فيها لأكثر من ثلاثين عاماً، ولا بدّ من أن يعرفوا ذلك".

لكنّ عبدالله لا يوافق أخاه، ويرغب في العودة إلى البلاد. ويطلب من السلطات الباكستانية ما يطلبه كثر غيره وهو إمهاله فترة وجيزة لأشهر عدّة، كي يتمكّن هؤلاء من ترتيب أمورهم في باكستان وبناء منازلهم في أفغانستان.

المساهمون