"رصيف تنسويلم" يعطل الحياة في نواكشوط

"رصيف تنسويلم" يعطل الحياة في نواكشوط

27 سبتمبر 2016
مشروع الرصيف متوقف (العربي الجديد)
+ الخط -

اضطر المجتبي ولد حدو، إلى نقل بقالته من منطقة تنسويلم فى العاصمة الموريتانية نواكشوط، إلى منطقة أخرى لا يمر بها الرصيف الحجري الذي بدأ تنفيذه عام 2014، ولم يكتمل حتى الآن.
توقع ولد حدو، أن تنتهي أعمال الرصيف خلال أسبوعين، لكن الطريق استمر مغلقاً بأكوام الحجارة لما يزيد على السنتين. أكوام الحجارة المتراكمة حالت بين محل البقالة والطريق العام؛ ما جعل المجتبي يخسر الكثير من زبائنه الذين لا يتمكنون من الوصول إليه.
يقول صاحب البقالة لـ"العربي الجديد": "خسارتي كانت كبيرة. انتقلت من المحل الذي عملت فيه عشر سنوات بعد أن انصرف عني زبائني، منذ عام 2014 وهذه الحجارة هنا والشوراع مغلقة والمقطع الذي تم بناؤه كان رديئا، ارفعوا هذه الحجارة. لا نريد رصيفا، نريد شوارعنا السابقة فقط".
وكان مقرراً أن يتم ترصيف جانبي طريق "الأمل" من "كارفور مديد" حتى منطقة "تنويش" عند المدخل الشرقي للعاصمة الموريتانية، غير أن مقاطع قليلة من الرصيف تم إنجازها، فيما تضررت المحال التجارية على جانبي الطريق بسبب حرمانها من الزبائن بعد أن شكلت أكوام الحجارة سدا يحول بين أصحاب السيارات والتوقف فى المنطقة، كما تضرر المارة وسكان المنطقة من قطع الأحجار والحفر المؤذية.
وقالت وزارة الإسكان لدى تدشين المشروع إنه يهدف إلى بناء رصيف حجري مع قنوات للصرف الصحي لإعطاء مظهر حضري للمنطقة، غير أن سكان المنطقة يعتبرون المشروع "كارثة"، حيث نتج عنه قطع الطرق بعد أن توقفت أشغاله دون إنهاء، كما تحدثت وسائل إعلام محلية عن شكوك بشأن نزاهة صفقة بنائه التي قدرتها بمليار أوقية، والغموض بشأن الجهة المسؤولة عن تنفيذه.
لم يبدأ العمل فى الجزء الجنوبي من الطريق، رغم تراكم الأحجار، أما الجزء الشمالي من الرصيف فقد تم بناء جزء منه مطلع 2015 يقدر بنحو نصف كيلومتر، قبل أن يتم تدميره قبل أسابيع لوضع أنابيب ضخمة يعتقد أنها للصرف الصحي، وتعود المعاناة إلى سكان الحي والمحال التجارية القريبة.
وتم تدشين الرصيف الحجري فى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، كما يظهر في لافتة تخلد المشروع، والتي حولها بائع متجول إلى مكان لعرض بضاعته من النعال.

استخدم بائع لافتة الرصيف لعرض النعال (العربي الجديد) 

ويقول سيدينا ولد خيار، صاحب صيدلية، إن عدد المترددين عليه انخفض أكثر من النصف، ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أنه استأجر عمالا لنقل الحجارة بعيدا عن صيدليته ليتسنى لزبنائه الوصول إليها.
ويضيف "حين بدأ المشروع تفاءلنا خيرا وتحملنا الخسارة أسابيع عديدة. لكن فاجأنا غياب الجدية بشأن من يقوم على المشروع، الشوارع مغلقة منذ أشهر، وبعضها من سنة ونصف، والحجارة فى كل مكان، وهذه منطقة حيوية اقتصاديا، حيث تقع أغلب العيادات الخاصة والصيدليات والمحال التجارية، وهي أيضا منطقة سكنية من أقدم أحياء نواكشوط، كيف يتم العبث فيها بهذه الطريقة".
ويلخص حيدره ولد عبد الله، أحد سكان الحي، مطالبه لـ"العربي الجديد"، "بوضع حد للمشروع وإلغائه أو بنائه بطريقة صحيحة؛ لأن ما نراه منذ أكثر من سنة عبث وضحك على العقول. هذا ليس رصيفاً ولا صرف صحي. هذه طريقة لنهب الأموال فقط. لكن لماذا لا ينهبون الأموال ويتركوننا نعيش في راحة؟ نحن شبه محاصرون لا تصل السيارة إلى المنزل ولا نستطيع الوصول إلى الطريق إلا بصعوبة كأننا فى منطقة منكوبة".

المساهمون