ثلث الدنماركيّات تعرّضن للعنف

ثلث الدنماركيّات تعرّضن للعنف

23 سبتمبر 2016
4 %من الدنماركيات يتعرضن للعنف الجسدي من الشريك(العربي الجديد)
+ الخط -
ربّما ليس متوقّعاً أن تكون نسبة النساء المعنفات في الدنمارك مرتفعة، لكن الأرقام تشير إلى  أن عدد هؤلاء يقدر بـ 32 في المائة. وتكمن المشكلة في عدم قدرة المراكز المتخصّصة لاستقبالهن

يبدو أنّ تعرّض النساء للعنف في الدنمارك يزداد، وقد أصبح صعباً على مراكز إيواء المعنّفات استقبالهن مع أطفالهن. وبحسب تقارير أصدرها 42 مركزاً متخصّصاً في استقبال هؤلاء النساء في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، وتحديداً في منطقة كوبنهاغن، ظهر أنه ليس هناك غير مكانين شاغرين. وقد اضطر مركز "فريديريكسهاون" في أقصى شمال البلاد إلى رفض استقبال ما بين 5 و10 نسوة أسبوعياً.

تقول مديرة المركز، إنغا بيرغستيد، للقناة الدنماركية الأولى، إنه "لا يمكن لمركزنا قبولهن لأنه ليس لدينا أماكن شاغرة. الأماكن المخصّصة لدينا مليئة بالنساء والأطفال". وتعرب عن أسفها في ظلّ رفض إيواء النساء اللواتي يحتجن إلى مساعدة. تقول: "هذا وضع فظيع. الأمر يتعلق بنساء تعرضن للعنف على مدى سنوات طويلة. وحين يصلن إلى نقطة اتخاذ قرار بمغادرة بيوتهن بسبب ظروف العنف، يصطدمن بجدار حين يأتين إلينا".

ويرتبط ذلك في تقليص الدعم، التي بدأت حكومة يمين الوسط الليبرالية في اعتماده خلال العامين الماضيين، وشمل عدداً من القطاعات الاجتماعية، بما فيها تلك التي توقّفت عن التوظيف. تقول رئيسة المنظمة الوطنية لملاجئ النساء، بيرغيت سودبيرغ، إنه "لطالما كان هناك ضغط على ملاجئ النساء. والمشكلة في الوقت الراهن هي على الصعيد الوطني، لا يوجد اهتمام سياسي بالموضوع". لافتة إلى أنه "لم يعد هناك مجال للإيواء على الإطلاق".

إلّا أنّ المشكلة الخطيرة التي تواجهها النساء في الدنمارك هذه الأيام تتمثّل في غياب مكان يلجأن إليه، خصوصاً اللواتي لديهن أطفال. وتؤكد أن "الأمر خطير. وأسوأ ما قد يحدث هو أن المرأة ستكون مضطرة للبقاء في المكان الذي تتعرض فيه للعنف، والذي ترغب في الخروج منه". وتساهم ملاجئ النساء في إنقاذهن من العنف الذي قد يودي أحياناً بحياة بعضهن. وكان التلفزيون الدنماركي قد أعاد التذكير بقصة ليلى تورنسن، للإشارة إلى أهمية إنقاذ النساء المعنفات. تورسن، وبعد 21 عاماً من تعرّضها للعنف المنزلي، وجدت في مركز الإيواء الأمان الذي تبحث عنه.

وتعترف عضو البرلمان عن حزب "اللائحة الموحدة" اليساري، بيرنيلا سكيبر، أنه "في عام 2016، تعرّضت 31 ألف دنماركية للعنف الجسدي والجنسي من شريكها، بالإضافة إلى آخرين لا يحملن الجنسية الدنماركية. كثيرات هن النساء اللواتي فضلن الصمت".

إلى ذلك، يشير كتاب صادر عن الطبيبة والخبيرة النسوية، كارين هيلفي بيترسن، إلى أن نحو 4% من نساء الدنمارك يتعرضن للعنف الجسدي من الشريك السابق أو الحالي. وكان المسح الأوروبي المشار إليه قد أظهر، أيضاً، أن 52 في المائة من الدنماركيات المستطلعة آراؤهن واجهن عنفاً جسدياً وجنسياً في أماكن العمل أو في البيوت.

وكان آخر تقرير صادر عن "الوكالة الأوروبيّة للحقوق الأساسية" في ربيع عام 2014، قد أظهر أن نساء الدنمارك يتعرّضن للعنف بشكل كبير. ووفقاً للمسح الذي أجرته الوكالة، وشمل نساء أوروبيات من الشمال إلى الجنوب، تبين أن 32 في المائة من الدنماركيّات المشاركات (تتراوح أعمارهن ما بين 18 و76 عاماً)، قد أشرن إلى أنهن تعرضن للإيذاء الجسدي أو الجنسي من الشريك الحالي أو السابق. نتيجة شكلت صدمة، حتى أن خبراء رفضوها واعتبروا أنها لا تعكس الواقع.

في المقابل، يقول مدير الوكالة والباحث الحقوقي الدنماركي الأصل، مورتن كايروم، إن هذه الانتقادات غير صحيحة. يضيف: "يبدو أنهم يريدون إلغاء هذه الحقائق بدلاً من مناقشة مضمونها. وربما فعلوا ذلك لو أنّ الأمر لم يتعلق بالمرأة".

ويشير التقرير الأوروبي إلى أن متوسط تعرض المرأة الأوروبية للعنف، بكل أشكاله، يصل إلى 22%، وإن كانت النسبة تختلف من دولة إلى أخرى. في هولندا مثلاً، تصل النسبة إلى 35 في المائة، فيما تصل في السويد إلى 34 في المائة. كذلك، يظهر المسح أن واحدة من كل عشر نساء أوروبيات في دول الاتحاد الأوروبي تعرضن لنوع أو آخر من العنف في حياتهن، وواحدة من كل عشرين تعرضت للاغتصاب.

وفي الدنمارك، بيّن المسح أن 4 من كل 5 نساء تعرضن للعنف مذ كُن في الخامسة عشرة، فيما تربعت السويد بنسبة 81 في المائة على القائمة الأوروبية. وبحسب الدراسة، فإن نساء الدنمارك ونساء لاتفيا تعرضن بنسبة 60 في المائة للعنف النفسي في العلاقة مع الشريك، وهي النسبة الأعلى في الاتحاد الأوروبي. وفي الأرقام، هناك 13 مليون امرأة في دول الاتحاد الأوروبي تعرضن للعنف خلال عام واحد.

المساهمون