خبز ملوث ومجبول بالحشرات في موريتانيا

خبز ملوث ومجبول بالحشرات في موريتانيا

21 سبتمبر 2016
حشرات في الخبز الموريتاني (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يكن القاضي ولد أحمد يظن أن تناول قطعة خبز من "الكرواسان" سيقوده إلى المستشفى، ويلزمه فراش المرض ثلاثة أيام. وأصيب القاضي بتسمم غذائي حاد بعد أكل الخبز المذكور من مخبزة في مقاطعة تفرغ زينه، واتخذ قراراً بعدم شراء الخبز من المخابز أبداً حسب قوله لـ"العربي الجديد".


حادثة القاضي ليست الوحيدة، فشكاوى المواطنين تصاعدت مؤخراً جراء تلوث الخبز، واكتشاف حشرات داخله، فضلاً عن استخدام ملح غير نظيف في صناعته.

وكشف تحقيق أجرته الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك عن تلوث الخبز في عديد من مخابر نواكشوط. ووثقت الجمعية شهادة ثلاثة أشخاص وجدوا حشرات داخل الخبز، الأمر الذي جعل الجمعية تدق ناقوس الخطر محذرة من خطورة غياب الرقابة على منتجات مخابز نواكشوط، وضعف أداء الجهات الرسمية المسؤولة عن السلامة الغذائية.

الأمين العام لجمعية حماية المستهلك الخليل ولد خيري اعتبر أن "الأمر ليس جديداً، ونحن في الجمعية لاحظنا اختلالات كبيرة في صناعة الخبز من حيث الوزن، والمعايير الصحية".

وأشار إلى "إجراء الجمعية تحقيقات ميدانية، ووثقت اتصالات وشكاوى تلقتها، تثبت التلاعب الكبير بصحة المواطنين، وعدم احترام المخابز لأبسط المعايير الصحية".





وأضاف ولد خيري لـ"العربي الجديد" أن وزارة الصحة الموريتانية أنشأت عام 2011 "شرطة النظافة والسلامة العمومية" التي تمتلك موارد ووسائل للتفتيش، لافتاً إلى "رفع الجمعية الشكاوى المتعلقة بتلوث الخبز والمخابز لتلك الهيئة، ونتج عن ذلك إغلاق بعض المخابز وتغريم بعضها الآخر، غير أن المشكلة لم يتم حلها".

وتابع "الخروقات التي رصدناها كثيرة، ووثقنا في الأيام الماضية ثلاث شكاوى جديدة عن تلوث الخبز، أكد أصحابها وجود حشرات في الخبز في مقاطعات لكصر، وتفرغ زينه، وتوجنين".

ورأى أن "الأمر لم يكن مفاجئاً لنا، لأننا نعلم حجم الفوضى في إدارة المخابز، لكن ما فاجأنا هو ضعف تعاطي السلطات مع الشكاوى على الرغم من خطورتها كونها تتعلق بحياة المواطنين وصحتهم".

وعن الخطوة القادمة إزاء تلك الشكاوى أكد الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أنهم سيتوجهون للقضاء، ويطلقون حملة تحسيس للمواطنين عن الموضوع، "خاصة أن بعض المواطنين المتضررين يرفضون تقديم شكاوى ضد المخابز، أو لا يتصلون بجمعيات حماية المستهلك، وهو أمر خطير جداً يشجع على استمرار مثل هذه الممارسات المضرة بصحة المواطنين".