الجزائر: "خارطة إسرائيل" تضع وزيرة التربية في جدل المؤامرة

الجزائر: "خارطة إسرائيل" تضع وزيرة التربية في جدل المؤامرة

16 سبتمبر 2016
ارتفعت أصوات لمغادرة الوزيرة الحكومة (فيسبوك)
+ الخط -
بعد تسريبات امتحانات البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وما تلاها من جدل ودعوات لإقالة وزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريط، هزّت فضيحة أخرى قطاع التربية في الجزائر مع بداية الموسم الدراسي الجديد.

القضية هذه المرة تتعلق بخطأ في الصفحة الـ 65 من كتاب الجغرافيا للسنة أولى متوسط، والذي اعترف بدولة الكيان الصهيوني "إسرائيل"، وهو ما دفع بالوزارة إلى اتخاذ قرار عاجل يقضي بسحب الكتاب المطبوع من طرف دار النشر المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ومطالبة الناشر بتصحيحه.

كذلك قررت الوزارة بحسب بيان لها، فتح تحقيق حول هذا الخطأ محمّلة المسؤولية للناشر لأن النسخة التي تم اعتمادها لم تتضمن الخطأ المرتكب، بحسب المصدر.

المتتبعون للشأن التربوي في الجزائر، يرون أن هذا الخطأ لن يمر بسلام على الوزيرة نورية بن غبريط، إذ ارتفعت أصوات كثيرة في الجزائر بضرورة مغادرتها الحكومة.

وقال القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر الدين حمدادوش، إنّ "الاعتراف بإسرائيل في كتاب الجغرافيا "سابقة خطيرة" تتجاوز العقيدة السياسية والدبلوماسية للجزائر". وتساءل عن خلفيات عمل الوزيرة قائلاً: "لصالح من تعمل الوزيرة؟ وهل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يعلم؟".


كما اتهم المتحدث الوزيرة بن غبريط بمحاولة تسييس وأدلجة المدرسة الجزائرية، بما وصفه بـ"استهداف المنظومة التربوية وتهريبها خارج إطارها الوطني، وفق بيان أول نوفمبر/تشرين الثاني ودستور البلاد والقانون التوجيهي للقطاع".

وتابع قائلاً إنها "تعمل وفق أجندات أجنبية وتحركها أيادٍ أجنبية بفرض توجيهات التربية وقناعاتها غير الوطنية على ثمانية ملايين تلميذ في الجزائر، ودعا إلى ضرورة إخضاع الوزيرة للمحاسبة والمساءلة لأنها جعلت من القطاع حقلا للتجارب والعبث بعقول الأجيال"، متسائلا عن دور سلك التفتيش البيداغوجي ومدير التعليم المتوسط ولجنة المراقبة والتصحيح.

من جهته، قال عضو المجلس الوطني لنقابة عمل التربية والتكوين في الجزائر، مسعود عمراوي، إن تعويض خريطة فلسطين بإسرائيل هي "خيانة كبرى ومؤامرة على المقدسات الجزائرية"، مضيفا بأنه "لا يعقل أن يكون خطأ مطبعياً أو خطأ لجنة التأليف أو التقني المختص في الفنون المطبعية"، لافتاً إلى أن هذه المبررات ما هي إلا ذرّ للرماد في العيون، لأن الوزيرة سبق لها أن خرجت من فضيحة البكالوريا "منتصرة"، بعد أن ألصقت التهمة بمسؤولين في الديوان الجزائري للامتحانات والمسابقات.

واعتبر النقابي عمراوي أن توالي الفضائح في قطاع حساس مثل التربية في الجزائر، يكشف عن عدم وجود سلطة أو شجاعة سياسية لاتخاذ قرار ضد الوزيرة بن غبريط.

ومنذ فترة توجه إلى وزيرة التربية اتهامات بمحاولة إصلاح النظام التعليمي على حساب المقومات الحضارية والهوية الوطنية في الجزائر، حيث سعت إلى فرض التعليم باللغة العامية وإبعاد اللغة العربية، ثم محاولة تقديم اللغة الفرنسية في المستويات الدراسية الأولى، وتقليص ساعات مادة التربية الإسلامية.

المساهمون