300 ألف عنصر لتأمين الحجّاج

300 ألف عنصر لتأمين الحجّاج

11 سبتمبر 2016
سوار إلكتروني لأمن الحجّاج (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكثر من 300 ألف عنصر جنّدتهم السعودية لتأمين الدعم اللوجستي للحجاج، من 25 جهة أمنية وحكومية، بعضها بدأ يتجهّز لموسم الحج قبل ثلاثة أشهر.

ولعلّ الحدث الأبرز هذا العام هو وضع خطة جديدة لتفويج الحجاج، تجنّباً لأيّ حوادث قد تعكّر صفو المناسك، خصوصاً بعد حادثة العام الماضي عند جسر الجمرات التي راح ضحيتها نحو 769 حاجاً فيما جرح 694 آخرون. وقد أوضح وكيل وزارة الحج والعمرة، الدكتور حسين الشريف، أنّ "الخطة تنصّ على بقاء 50 في المائة من الحجاج في مِنى في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، لضمان عدم توجّه الكثافة البشرية إلى منطقة الحرم"، مشدداً على "أهميّة توجّه الحجاج إلى مخيماتهم بعد النفرة من مزدلفة قبل الذهاب لرمي الجمرات"، وكذلك على "أهميّة الالتزام بالتفويج إلى منازل الحجاج مباشرة بعد رمي الجمرات في الثاني عشر من ذي الحجة حفاظاً على سلامتهم".

ويكشف إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ صالح آل طالب، لـ"العربي الجديد"، أنّ أكثر من عشرة ملايين خدمة للحجاج جُهّزت من ضمن برامج "غذاء الروح وغذاء البدن والعناية ومضياف والوكالات". إلى ذلك، جُنّد أكثر من 70 ألف عنصر من قوات الطوارئ الخاصة، مهمتهم تأمين الحج أمنياً ومساعدة الحجاج.

وقد وضعت المديرية العامة للدفاع المدني خطة خاصة لمواجهة الطوارئ والحفاظ على سلامة الحج، فيما أكّد قائد قوات الدفاع المدني في الحج، اللواء حمد المبدل، أنّ أكثر من 17 ألف رجل من الدفاع المدني هُيّئوا مع أكثر من ثلاثة آلاف و800 آلية معدّة ومتطورة لتوفير أعلى درجات الأمن لضيوف الرحمن والتصدّي لكل ما يهدد سلامتهم من مخاطر خلال كلّ أعمال الحج.

وفي هذا العام، طالبت المديرية العامة للدفاع المدني كل مؤسسات الحج والطوافة وشركات حجاج الداخل وبعثات الحج، بتوفير أعداد كافية من حراس المخيمات في المشاعر المقدسة بما يتناسب مع أعداد الحجاج في كلّ مخيم، موضحة وجوب تخصيص ثلاثة حراس لكل مخيم يقل عدد الحجاج فيه عن 1500 حاج. وشددت قيادات الدفاع المدني كذلك على التصدي بكل حزم لأيّ مخالفة لاشتراطات السلامة تمسّ الحجاج أو تعكّر صفو الحج وفق اللوائح النظامية.




من جهته، شدد المتحدث الإعلامي باسم قوات الدفاع المدني في الحج، العقيد عبدالله الحارثي، على أنّ شمولية خطة الدفاع المدني للطوارئ هذا العام سوف تكون جاهزة للتعامل مع 13 نوعاً من المخاطر الافتراضية المرتبطة بالحجاج وتنقلاتهم لأداء المناسك، بمشاركة كل الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ الخطة وبالتعاون مع كل بعثات الحج ومؤسسات الحج والطوافة.

أمّا قائد الدفاع المدني في مشعر عرفة، العميد محمد الزهراني، فأوضح أنّ الاستعدادات شملت تنفيذ خطة الإخلاء واختبار شبكات الإطفاء في داخل المشعر ونشر الوحدات والفرق الميدانية في المواقع التي تتزايد فيها مسببات الخطورة نتيجة الزحام، مثل محيط مسجد نمرة وجبل الرحمة ومحطات القطار، إلى جانب خطة خاصة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول في أثناء وقوف الحجاج في عرفة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

من الجهة الصحية، جهّزت وزارة الصحة السعودية 25 مستشفى في أنحاء المشاعر المقدسة، تضمّ أسرّة موزّعة على أقسام عدّة، بالإضافة إلى نقاط وطواقم طبية متنقلة. كذلك هيأت مستشفيات لخدمة ضيوف الرحمن، منها أربعة في مشعر عرفات، وأربعة في مشعر منى، وسبعة في العاصمة المقدسة، وتسعة في المدينة المنورة، إلى جانب مدينة الملك عبدالله الطبية. وتوضح مصادر في الوزارة، لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد أسرّة مستشفيات مناطق الحج بلغ أكثر من خمسة آلاف سرير، منها 500 مخصصة للعناية المركزة و550 سريراً للطوارئ. ويدعم ذلك 155 مركزاً صحياً دائماً وموسمياً في مناطق الحج، توزّع في أنحاء المشاعر المقدسة، فيما تُشغّل 18 نقطة طبية على جانبَي محطات قطار المشاعر، ست منها في مشعر عرفات، وست في مشعر مزدلفة، وست في مشعر منى.

وكانت وزارة الصحة قد كثّفت تحضيراتها للتعامل مع حالات الإجهاد من جرّاء ارتفاع درجات الحرارة وضربات الشمس بين الحجاج، خصوصاً أنّه من المتوقع أن يشهد موسم حج هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة يصل إلى نحو 40 درجة مئوية. وللتعامل مع ذلك، وفّرت تهوية مناسبة في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة بالمراوح ذات الرذاذ البارد التي أثبتت فعاليتها.

إلى ذلك، جهّزت وزارة الصحة مجمّع الطوارئ في المعيصم بنحو 120 سيارة إسعاف خاصة بالهلال الأحمر، و57 سيارة مساندة للطب الميداني، فيما زوّد مستودع المركز التمويني في مستشفى عرفات العام بالأدوية والمحاليل واللوازم الطبية، لحالات الدعم والطوارئ. كذلك جهّزت ثلاث سيارات بالأدوية والمحاليل واللوازم الطبية، وزّعت في منطقة الإيواء، بالإضافة إلى سيارة مبرّدة في منطقة جسر الجمرات وأخرى في منطقة الحرم وثالثة كبيرة في مشعر عرفات.