مهن البناء وجهة المهاجرين الأفارقة في المغرب

مهن البناء وجهة المهاجرين الأفارقة في المغرب

01 سبتمبر 2016
البناء مهنة المهاجرين الأفارقة (توماس كوهلر GETTY)
+ الخط -
يلجأ عدد من المهاجرين الأفارقة المتحدرين من بلدان جنوب الصحراء، إلى مزاولة مهن شاقة، لضمان قوت يومهم في المغرب، حيث هاجروا إليه في البداية كمحطة للهجرة إلى أوروبا، قبل أن تتعثر أحلامهم، ليمكثوا في المغرب انتظارا لفرصة الرحيل.
ومن المهن التي بات يُعرف بها المهاجرون الأفارقة في العديد من مدن المغرب، مهنة البناء نظرا لطلب أصحاب مشاريع التشييد لليد العاملة الأفريقية، باعتبارها رخيصة، إضافة إلى قوة العامل الأفريقي وصبره على تحمل المشاق.

ويقول صاحب مشروع عقاري في طور التشييد، لـ"العربي الجديد"، إنه يعمل على تشغيل مهاجرين أفارقة في البناء، لأسباب عديدة، أولها أن المهاجر الأفريقي يعمل بصدق وينفذ المهام الصعبة، من حمل الآجر والرمل والإسمنت، لما له من قوة جسدية، كما أنه لا يضطر للتفاوض كثيرا حول الأجور، بخلاف العامل المغربي الذي يشترط عددا من الامتيازات لضمان حقه، بينما المهاجر الأفريقي مضطر للعمل.

ويقول "ديديي"، وهو عامل أفريقي هاجر إلى المغرب قبل سنتين ليستقر في ضواحي الرباط، لـ"العربي الجديد"، إنه لم يجد عملا يقتات منه سوى مهنة البناء، حيث يعمل طيلة النهار دون عقود مكتوبة، مكتفيا بإبرام وعود شفوية، مفادها إنجاز العمل مقابل الأجر.

ويستطرد المهاجر القادم من كوت ديفوار، أن كثيرا من زملائه المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، يعملون في ورش البناء، لأن ذلك لا يتطلب منهم تحضير أوراق أو وثائق رسمية، مضيفا أن هذه المهن تعيلهم وتقيهم من طلب المعونات.

ومن المهن التي يزاولها المهاجرون الأفارقة في المغرب، مهنة "الإسكافي"، حيث لا تخلو أحياء المدينة من إسكافيين أفارقة، وهي المهنة التي يقول "ديديي" إنها أسهل من البناء، كما أنها لا تتطلب معدات وتجهيزات كثيرة، فيكفي ركن بأحد الأزقة وكرسي ومسامير ومطرقة، ليكون المرء إسكافيا.


ويسجل متابعون مدى التعايش الذي يتسم به التعامل بين المواطنين المغاربة والمهاجرين واللاجئين الأفارقة، حيث تندر جدا المواجهات أو الحوادث العنصرية بين الجانبين، بل في كثير من الأحيان يسود جو من التعاطف والمساعدة.


ويكرس هذا التعامل السلس بين المغاربة والمهاجرين الأفارقة السياسة الرسمية التي نهجتها المملكة إزاء المهاجرين من بلدان الصحراء، وهو ما أكده العاهل المغربي في آخر خطاب له، حيث اعتبر أن "المغرب اعتمد سياسة تضامنية حقيقية لاستقبال المهاجرين من جنوب الصحراء، وفق مقاربة إنسانية تصون حقوقهم وتحفظ كرامتهم".

المساهمون