لبنان: دموع وغضب في اليوم العالمي للمخطوفين (صور)

لبنان: دموع وغضب في اليوم العالمي للمخطوفين (صور)

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
31 اغسطس 2016
+ الخط -
دخلت المُسنة تتّكئ على عكازها الخشبي إلى قاعة المؤتمر. "لديّ أدلة جديدة! أريد أن أتحدث إلى أحد من المفوضية"، رددت الجملة عدة مرات، قبل أن تحدثها إحدى السيدات التي تحمل شارة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر". حاولت شرح الوضع للمُسنة: "نحن في احتفال اليوم العالمي للمخطوفين فقط، وسنتواصل معك لاحقاً لبحث الأدلة".

قبلت السيدة على مضض وانضمت إلى عشرات أهالي المخطوفين في قاعة الجامعة اليسوعية في بيروت. ارتفعت هناك لهجات لبنانية متنوعة ولهجات فلسطينية، لأن حوادث الخطف والإخفاء القسري التي طاولت حوالي 17 ألف شخص في لبنان بين عامي 1975-1990 لم تفرق بين الطوائف أو الجنسيات أو المناطق.


أرادت المسنة عرض أدلة جديدة (حسين بيضون)


غلبت الدموع بعض أمهات المخطوفين، بينما عبّر أشقاء مخطوفين آخرين بغضب عن تعامل الدولة اللبنانية مع الملف. قاطع شقيق أحد المفقودين في معركة مخيم تل الزعتر (1976)، نائب رئيس بعثة "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" لبنان، ماركو سوتشي، عدة مرات. رفض الرجل رفع العلم اللبناني في المناسبة "لأن الدولة التي تُمثل هذا العلم باعت معاناتنا وترفض فتح المقابر الجماعية"، وأعرب في الوقت نفسه عن "تقدير عميق جداً لعلم الصليب الأحمر الدولي، لأنهم وقفوا إلى جانبنا بحق".


الدولة باعت معاناتنا (حسين بيضون)


 توالت المقاطعات على وقع الدموع، وسط تأكيد سوتشي على "مسؤولية الدولة اللبنانية في كشف مصير المفقودين". وأشار سوتشي إلى أن "الصليب الأحمر يخوض سباقا مع الوقت لجمع عينات الحمض النووي وإجراء مقابلات مفصلة مع الأهالي، خصوصاً أن بعضهم يموت". وقد أنهت البعثة إجراء 2400 مقابلة مفصلة مع عائلات الأهالي، وجمعت 300 عينة حمض نووي أيضاً.

لا يرغبون في توريث قضيتهم للأحفاد (حسين بيضون) 


بعد سوتشي تحدثت وداد حلواني، رئيسة "لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان". ولم تخل كلمتها من تأكيد على عدم رغبة أي من الأهالي "بتوريث قضية المفقودين إلى الأحفاد بعد الأبناء". دعت السيدة التي فقدت زوجها في الحرب رئيس مجلس النواب، نبيه بري، إلى "الاعتبار من تزامن ذكرى تغييب مؤسس حركة أمل (التي يرأسها بري حاليا)، السيد موسى الصدر، مع اليوم العالمي للمخطوفين". وشددت على ضرورة "إقرار مشروع قانون المخطوفين تحت عنوان تشريع الضرورة، وتصديق الحكومة لاتفاقية التعاون مع الصليب الأحمر الدولي لجمع عينات الحمض النووي".

إقرار مشروع قانون المخطوفين (حسين بيضون)


وبعد الكلمتين قدمت الفنانة أميمة الخليل وصلة فنية، أنهتها على وقع دموع الأهالي.

وفي إطار إعداد بيانات عن المخطوفين، قدمت البعثة الدولية إحصاءات لعدد المخطوفين وأعمارهم بناءً على 2400 مقابلة مع العائلات. واللافت هو وجود 5 مخطوفين من عائلة واحدة و4 في أربع عائلات أخرى. ويرتفع عدد المخطوفين بين 15 و24 سنة إلى أكثر من 90 (من ضمن من شملتهم قائمة المقابلات المفصلة وليس كل المخطوفين)، وتدنى العدد إلى أقل من 10 فوق 65 عاماً. وانقسمت قائمة العائلات بين 78 في المائة من اللبنانيين السنة والشيعة والموارنة و21 في المائة من الفلسطينيين. علماً أن ذروة عمليات الخطف سُجلت عام 1982 (تاريخ الاجتياح الإسرائيلي للبنان).