"هيومن رايتس": مليشيات عراقية تجند الأطفال

"هيومن رايتس": مليشيات عراقية تجند الأطفال

30 اغسطس 2016
أطفال على خطوط القتال العراقية (هاجر راسيت- الأناضول)
+ الخط -
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن قيام مليشيات عراقية بتجنيد الأطفال النازحين للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، داعية قوات الأمن العراقية إلى الالتزام بالقانون الدولي وتجنب تجنيد الأطفال لأغراض القتال.

وأعلنت المنظمة، في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، أن "مليشيات تدعمها الحكومة العراقية تجنّد الأطفال من مخيم واحد للنازحين على الأقل في إقليم كردستان العراق، للقتال ضد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية"، مطالبة "قوات الأمن العراقية والجماعات المسلحة بالالتزام بالقانون الدولي وتسريح أي مقاتل تحت سن 18 سنة".

وقال بيل فان إسفلد، الباحث في قسم حقوق الطفل في المنظمة: "يجب أن يشكل تجنيد الأطفال كمقاتلين في عملية الموصل تنبيها للحكومة العراقية، على الحكومة وحلفائها الأجانب اتخاذ إجراءات فورية، وإلا سيشارك الأطفال في القتال على كلا الجانبين في الموصل".

وأضاف إسفلد، أن "على الولايات المتحدة الضغط على الحكومة العراقية لضمان أن القوات التي تدعمها ليس لديها مقاتلون دون سن 18 عاما في صفوفها، ولا ينبغي خوض معركة الموصل بالأطفال على الخطوط الأمامية".

إلى ذلك، وثّقت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها، شهادات شهود عيان وأقارب لأطفال تم تجنيدهم بالفعل للقتال مع مليشيات عراقية في معركة الموصل المرتقبة، مؤكدة أن المنظمة قد وثقت كذلك شهادات لسكان عراقيين تؤكد قيام "داعش" بتجنيد الأطفال واستخدامهم في هجماته ضد قوات الأمن العراقية.



وأكد شهود عيان وبعض الأقارب لـ"هيومن رايتس ووتش" أن مجموعتين على الأقل من المليشيات المشاركة في القتال ضد داعش مكونتين بأكملهما من سكان المخيم، تقومان بتجنيد الأطفال من المخيم منذ عدة أشهر".

وأوضح الشهود أن "شاحنات فارغة وصلت، مساء 14 أغسطس/آب الماضي، إلى مكان المخيم، وأخذت نحو 250 مجندا جديدا"، مؤكدين أن "7 منهم على الأقل أطفال دون سن 18 عاما، للانضمام إلى القوات".

كما تناولت المنظمة في تقريرها شهادة عمال إغاثة في مخيم ديبكة، حيث قال عامل إغاثة: "شاهدنا شاحنتين تحملان متطوعين، بينهم صغار في السن، تتجهان إلى بلدة الحاج علي، والتي تبعد 46 كيلومترا عن مخيم ديبكة، بالقرب من الخطوط الأمامية مع داعش، للانضمام إلى معسكرات التدريب التابعة لإحدى المليشيات".

وأضاف عامل إغاثة آخر، أن "نقل المجندين من المخيمات كان جزءا من خطة المليشيات لتعزيز قواتها بالقرب من خط المواجهة، مع موافقة واضحة من الحكومة العراقية"، مؤكدا أنه رأى رجالا يرتدون زي قوات الأمن العراقية في معسكر ديبكة قبل أيام قليلة من عملية النقل، وأن أعضاء المليشيا كانوا يقاتلون مرتدين زي قوات الأمن بالقرب من الخطوط الأمامية.

وطالبت "هيومن رايتس" الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين باعتبارهم أطرافا في النزاع؛ بالضغط على الحكومة والمليشيات العراقية لإنهاء تجنيد الأطفال وتسريحهم فورا، والعمل على إعادة إدماجهم، وتوجيه العقاب المناسب إلى القادة المسؤولين عن تجنيد الأطفال، بمن فيهم "المتطوعون".