حكومة الشاهد واختبار المدارس

حكومة الشاهد واختبار المدارس

30 اغسطس 2016
قبيل العودة إلى مقاعد الدراسة (فتحي بلعيد GETTY)
+ الخط -


لم تنجح حكومة الحبيب الصيد، في إيجاد اتفاق مع نقابات التعليم طيلة فترة حكمها، وشهدت البلاد موجة من الإضرابات المتتالية ومواجهة حقيقية بين وزارة التربية ونقابة التعليم، وصلت إلى حد إلغاء امتحانات آخر السنة واعتبار كل تلاميذ السادس الابتدائي ناجحين آليا.

ويبدو أن حكومة يوسف الشاهد، لن تكون أوفر حظا من سابقتها، فقد هددت النقابة العامة للتعليم الأساسي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل بتنظيم سلسلة من الاحتجاجات وأيام غضب، تنطلق غدا بوقفات احتجاجية أمام كافة المندوبيات الجهوية للتربية، يتلوها "يوم غضب وطني" أمام مقر الوزارة نفسها، بعد أربعة أيام.
وتأتي هذه الموجة الأولى من الاحتجاجات، قبيل العودة المدرسية، احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة للاتفاقات بين الطرفين، بخصوص تسوية وضعية المعلمين النواب (الذين يعوضون المعلمين الأساسيين أثناء تغيبهم)، وغيرها.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، هددت النقابة أيضا بتنفيذ إضراب عام بكامل المدارس الابتدائية يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول، ودعا مسؤولو النقابة، إلى احترام الاتفاق وتطبيق كافة بنوده في أقرب الآجال، معتبرين أن عدم تفعيله سيؤدي إلى توتير المناخ الاجتماعي مع حلول السنة الدراسية التي "لن تكون عادية نظرا لغياب انتداب المعلمين النواب رغم تسجيل عدد مرتفع من الشغورات يصل إلى حوالي 10 آلاف شغور".
واعتبر كاتب عام التعليم الأساسي، المستوري القمودي، في تصريح إذاعي، أنه من غير المعقول أن تنطلق السنة الدراسية الجديدة من دون انتدابات، وأضاف أن المسائل العالقة بين النقابة وسلطة الإشراف ستجعل العودة المدرسية صعبة، مشيراً إلى أن عدداً من المدارس في الأرياف سيبقى من دون معلمين بالنظر إلى الشغورات.
وشهد الموسمان الدراسيان الماضيان، مواجهة مستمرة بين الأطراف النقابية ووزير التربية، ناجي جلول، وصلت إلى حد تبادل الاتهامات، ولكن الغريب أن اتحاد الشغل الذي طالب بتغيير بعض الوزراء من حكومة الصيد، وعدم الإبقاء عليهم في حكومة الشاهد، لم يطالب بتغيير وزير التربية، ناجي جلول.
ويشكل هذا الموقف أول الاختبارات الجدية لحكومة الشاهد، ومنطلقاً لشكل التعامل مع الأطراف النقابية مستقبلا في قطاعات عديدة تعرف بعض التوتر، ولم تنفذ فيها الاتفاقات بشأن تحسين ظروف العمال.
ويدرك الشاهد حجم الاحتجاجات التي تطاول القطاع التعليمي في تونس ومدى تأثيرها على العائلات التونسية وعلى المناخ العام في البلاد.

المساهمون