إيطاليا: حداد جديد على ضحايا الزلزال والأولوية لإصلاح المدارس

إيطاليا: حداد جديد على ضحايا الزلزال والأولوية لإصلاح المدارس

30 اغسطس 2016
يتوقع أن تشارك أعلى سلطات البلاد في القداس (Getty)
+ الخط -
تستعد إيطاليا، الثلاثاء، ليوم جديد من الحداد الوطني، مع تنكيس الأعلام وتشييع مزيد من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط البلاد الأسبوع الماضي، فيما بدأ الخبراء بتقييم الأضرار التي لحقت بالمدارس، مع اقتراب العام الدراسي الجديد.

وكما أقيمت جنازة السبت لتشييع ضحايا السفح الشمالي الشرقي من الجبل، ستنكس الأعلام الثلاثاء في إيطاليا، بمناسبة دفن مزيد من القتلى في الساعة 18.00 (16.00 تغ) في بلدة أماتريتشي الأكثر تضررا.

وبسبب تواصل الهزات الارتدادية وصعوبة الوصول إلى المكان واحتمال هبوب عواصف رعدية، كانت السلطات قررت إقامة الجنازة في رياتي، كبرى مدن الإقليم. لكن أمام استياء السكان تقرر تنظيم مراسم التشييع في أماتريشتي.

وفي هذه المنطقة التي تحولت إلى أنقاض، ولا يزال حوالي عشرة من سكانها في عداد المفقودين، قتل أكثر من 230 شخصا من أصل الضحايا الـ290 المؤكدين من جراء الزلزال الذي ضرب إيطاليا الأربعاء.

ومرة أخرى، يتوقع أن تشارك أعلى سلطات البلاد في القداس الذي سيقيمه أسقف رياتي، المونسينيور دومنيكو بومبيلي، رغم أن معظم الضحايا دفنوا خلال مراسم تشييع خاصة.

وفي موازاة ذلك، فإن الجهود متواصلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة، مع أولوية لإصلاح المدارس، إذ إن العام الدراسي الجديد يبدأ في إيطاليا منتصف سبتمبر/أيلول المقبل.


وقالت وزيرة التربية، ستيفانيا جانيني، "علينا أن نعطي فورا للناجين من هذه المأساة بصيص أمل ليعودوا إلى حياة طبيعية" وبدء العام الدراسي يجب أن يكون "أول دليل" على ذلك.

وسيتم تقييم الأضرار في كافة المدارس لإصلاح المباني المتضررة في أسرع وقت أو إيجاد بديل لتلك التي لا يمكن إصلاحها.

كما تسعى السلطات إلى إيجاد حلول للمنكوبين الـ2900 الذين أمّن لهم الدفاع المدني مأوى، ويقيم معظمهم في خيم زرقاء كبيرة لا تقاوم البرد المرتقب اعتبارا من سبتمبر/أيلول في هذه المنطقة الجبلية.

وكتب رئيس الوزراء، ماتيو رينزي، أمس، على صفحته على فيسبوك "علينا أن نعمل بسرعة، لكن أن نقوم بعمل جيد، خصوصا إشراك السكان المعنيين" وتعهد باحترام وتقييم "التاريخ الغني" للبلدات التي ضربها الزلزال.

ومنذ الأحد، استعان رينزي بخبرة المهندس المعماري الإيطالي الشهير، رينزو بيانو، الذي أنجز مع فريقه أكثر من 120 مشروعا في عدة قارات، منها مركز بوبور في باريس، وإعادة إعمار قاعة الاحتفالات في لاكويلا بعد زلزال عام 2009.

ويرى المهندس أنه يجب إعادة إعمار البلدات، وفي الأثناء تشييد منازل صغيرة خشبية يمكن تفكيكها، وإطلاق خطة طموحة على نصف قرن لضمان سلامة المناطق الواقعة في جبال إبينينو المعرضة للزلازل.

وخلال زلزال لاكويلا الذي أوقع 300 قتيل في 2009 على بعد حوالي خمسين كلم من أماتريتشي بقيت الخيم منصوبة لأشهر. لكن الزلزال ضرب، في أبريل/نيسان، وكان الدفاع المدني تولى الاهتمام بـ65 ألف منكوب.

وكان تقرر في حينها نقل القسم الأكبر منهم إلى أحياء جديدة في ضاحية لاكويلا وعدم الاهتمام بالمركز التاريخي، حيث لا تزال آثار الزلزال المدمرة واضحة، كالشوارع التي لا تزال مغلقة أمام حركة السير والمباني المهجرة.

وقال رينزي "في عملية إعادة الإعمار يجب اعتماد فعالية مطلقة، وهناك صفحات يجب طيها أيضا"، متعهدا بالتحقق من كيفية إنفاق الأموال، في حين أن إعادة الإعمار بعد الزلازل تخللتها فضائح فساد.

وفي فضيحة أخرى، أعلنت الشرطة أمس اعتقال شخصين كانا يقومان بأعمال نهب في أماتريتشي، ورجل وضع رقم حسابه الخاص لنداء الدفاع المدني في صقلية لجمع التبرعات.

 

المساهمون