الإغماءات تتوج احتجاجات خريجي برنامج حكومي في المغرب

الإغماءات تتوج احتجاجات خريجي برنامج حكومي في المغرب

29 اغسطس 2016
شدد المحتجون على مواصلة معركة التوظيف (العربي الجديد)
+ الخط -

انتهى الإضراب عن الطعام الذي يخوضه خريجو البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار" بالمغرب، مساء اليوم الإثنين، على إيقاع العديد من الإغماءات في صفوف العشرات من المحتجين أمام مقر مجلس النواب بالعاصمة الرباط، بسبب الإرهاق والحرارة المفرطة.

وأفاد المجلس الوطني لتنسيقية خريجي البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار" بأن العديد من المحتجين يتساقطون أمام البرلمان بفعل الإغماءات المتكررة التي استدعى بعضها التدخل السريع، ونقل المغمى عليهم إلى قسم المستعجلات (الطوارئ)، مضيفاً أن "اﻷمن يمنع بالقوة تصوير ما يقع لتضليل الرأي العام" وفق تعبيره.

وقالت فضيلة روان، إحدى المحتجات ضمن البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الإغماءات انطلقت منذ ليلة أمس الأحد، واستمرت إلى صباح اليوم، بسبب العياء الشديد الذي أصاب الإناث خاصة، علاوة على الحرارة المفرطة بالبلاد هذه الأيام.

واعتبرت المتحدثة بأن "هذه الإغماءات تتوج مساراً حافلاً من المعارك النضالية التي خاضها أطر البرنامج الحكومي، والذين يطالبون بالإدماج في الوظيفة العمومية، لكونه حقاً دستورياً لهم، مبرزة أن الإغماءات والتدخلات الأمنية في حقهم لن تثنيهم عن مواصلة الطريق إلى نهايته".

ودخلت عدد من الجمعيات الحقوقية بالمغرب على الخط لتندد بما وصفته "حملة القمع التعسفية والترهيبية في حق المحتجين في سياق "البرنامج الحكومي 10 آلاف إطار"، مبرزة أن منع "الأشكال الاحتجاجية لهؤلاء الكوادر يعد خرقاً سافراً لحرية التجمع والتظاهر السلمي".


وحمّلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في هذا الصدد، "الحكومة المغربية مسؤولية كل ما قد ينجم عن الاعتداءات على المتظاهرين السلميين والانتهاك السافر للحقوق والحريات"، داعية إلى "إطلاق حوار جدي ومسؤول مع ممثلي أطر البرنامج الحكومي 10 آلاف إطار".

وخاض أساتذة وإداريون وخريجو المدارس العليا للأساتذة، ممن يشكلون أطر البرنامج الحكومي لتكوين 10000 إطار تربوي، عدداً من "المعارك الاحتجاجية"، من أجل انتزاع ما سموه "حقهم العادل والمشروع في الإدماج في قطاع التعليم العمومي"، منها اعتصام إنذاري سابق امتد لخمسة أيام، وخوض إضراب عن الطعام.

وأورد المجلس الوطني لتنسيقية خريجي البرنامج الحكومي "10 آلاف إطار"، ضمن بيان توصل "العربي الجديد" بنسخة منه، بأن الاعتصام الذي خاضه المحتجون شهد رفع شعارات قوية منددة بالتعاطي اللامسؤول للجهات المعنية مع ملفهم، قبل أن يُفاجأوا بهجوم غادر لما وصفه بـ"قوى القمع التي ارتكبت مجزرة دموية في حقهم".

وحمل المصدر ذاته، الجهات المعنية كامل المسؤولية فيما يقع للأطر التربوية، وفيما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً، مستنكراً ما نعته بسياسة التجاهل التي تنهجها الجهات المعنية في التعامل مع ملف الأطر، ورفضه التام لكل المخططات التخريبية التي تضرب عمق الوظيفة العمومية.

وشدّد المحتجون على عزمهم التام مواصلة كافة الأشكال الاحتجاجية المسؤولة، من "أجل انتزاع حقنا العادل والمشروع في الإدماج في قطاع التعليم العمومي"، وأكدوا على أن "النضال مستمر حتى تحقيق الإدماج"، داعين إلى رفع شعار "الموت ولا المذلة"، وفق لجنة الإعلام والتواصل للتنسيقية ذاتها.