حداد وطني وتشييع لضحايا زلزال إيطاليا

حداد وطني وتشييع لضحايا زلزال إيطاليا

روما

فرانس برس

avata
فرانس برس
27 اغسطس 2016
+ الخط -



تُشيّع إيطاليا، السبت، في يوم حداد وطني، عدداً من ضحايا الزلزال الذي ضرب وسط شبه الجزيرة وأدى إلى سقوط 291 قتيلاً، بينما لا يزال مئات من رجال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض من دون آمال كبيرة في العثور على ناجين محتملين.

وفي أماتريتشي، حيث قُتل 230 شخصاً، انتشل رجال الإنقاذ جثث ستة أشخاص إضافيين، وتوفي رجل متأثراً بجروحه في أحد المستشفيات، ما يرفع الحصيلة إلى 291 قتيلاً، وإن كان الدفاع المدني ذكر أن هناك جثثا أخرى ما زالت عالقة تحت الأنقاض.

ونكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد بمناسبة تشييع عدد من ضحايا أركاتا وبيسكارا ديل ترونتو، إحدى البلدات الثلاث الأكثر تضررا في المنطقة.

وتنظم جنازة 35 من الضحايا، قبيل ظهر السبت، في قاعة رياضية في بلدة إسكولي بيسينو، على سفح الجبل الذي ضربه الزلزال، حيث بدأ قداس بحضور رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي وكبار مسؤولي الدولة.

وتحولت هذه القاعة، الجمعة، إلى كنيسة حضر إليها أقرباء الضحايا للصلاة أمام حوالي ثلاثين نعشا. وبين الضحايا الذين يتم تشييعهم جوليا (تسع سنوات)، التي حمى جسدها شقيقتها الصغرى جورجيا (خمس سنوات)، إحدى آخر الناجين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض في بيسكارا ديل ترونتو.

وكتب أحد المنقذين على ورقة ألصقت على النعش "أعتذر لأنني وصلت متأخرا، لكنني أريد أن تعرفي أننا فعلنا ما بوسعنا لإخراجك من هناك. عندما أعود إلى بيتي أعرف أن ملاكا يراقبني في السماء".



غير أن عددا من العائلات اختارت عدم المشاركة في الجنازة الرسمية وتشييع أقربائها بمفردها، وقد تم تسليمها جثامين أقربائها. وستجري مراسم أخرى بدون جثامين الأسبوع المقبل لضحايا إكومولي، وخصوصا أماتريتشي، الواقعة على الطرف المقابل من سفح الجبل.

وتتواصل جهود البحث ليلاً، وسط البرد وتحت أضواء كاشفة، أو الحر الخانق في النهار، وخصوصا في أماتريتشي، من قبل فرق الإنقاذ وبمساعدة كلاب مدربة في أكوام الأنقاض.

وقال المسؤول المحلي للدفاع المدني، لويجي دانجيلو، "سنواصل البحث والحفر إلى أن نتأكد بأنه لم يبق أحد".

من جهته، صرح مسؤول الكتيبة الفرنسية الخاصة للتدخل، باستيان بيزيو، أن الأنقاض "لا تتضمن أي أماكن تسمح بالنجاة".

لكن هذا الخبير الذي كان شاهدا على انتشال فتاة حية بعد 14 يوماً على وقوع زلزال هاييتي في 2010، يرى أنه "ما زال هناك أمل".

وما يزيد من تعقيد مهمة رجال الإنقاذ الهزات الارتدادية التي سجل أكثر من ألف منها منذ الأربعاء، وخصوصا هزة بلغت شدتها 4.8 درجات فجر الجمعة.

وعند وقوع كل هزة ينهار جدار أو يتشقق آخر. وبذلك أصبح جسر يؤدي إلى أماتريتشي غير قابل للاستعمال، ما اضطر فرق الإنقاذ للعمل على تأمين معبر آخر.

وقالت شرطة السير إن الوضع يزداد تعقيدا في المنطقة الأقرب إلى الزلزال، إذ إن عددا من الطرق أغلق وأخرى منعت الشاحنات من سلوكها.

وكشفت صور التقطتها أقمار اصطناعية ويدرسها خبراء المعهد الوطني لطبقات الأرض والبراكين أن الأرض انخفضت حوالي عشرين سنتيمترا على امتداد حوالي عشرة كيلومترات.

وظهرت في لقطات من الجو للمنطقة قرى وبلدات مدمرة على سفح الجبل قرب خيام زرقاء نصبت لإيواء ناجين.

وعدد كبير من المنكوبين كانوا يزورون المنطقة للسياحة أو لقضاء العطلة لدى أقرباء لهم وعادوا إلى بيوتهم. لكن الدفاع المدني أحصى حوالي 2500 شخص باتوا بلا مأوى وأمضوا ليل الجمعة السبت في واحد من 42 مخيما أقيمت على عجل.

ومنذ وقوع الزلزال نظمت مبادرات في جميع أنحاء إيطاليا وعلى شبكات التواصل الاجتماعي لمساعدة المنكوبين.

وفي مراكز جمع التبرعات التابعة للصليب الأحمر أو منظمة كاريتاس قدمت ألعاب للأطفال الذين تضرروا بهذا الزلزال ويبدو أن عددهم كبير. وغصت مراكز التبرع بالدم بالمتبرعين.

وأعلنت الحكومة خطة جديدة للوقاية من الزلازل بعد التساؤلات عن سبب عدد الضحايا المرتفع في هذه المنطقة التي كانت تعتبر أصلا مهددة بالهزات الأرضية.

 

ذات صلة

الصورة
غزة 1

تحقيقات

تقتل دولة الاحتلال الناجين من قصفها عبر استهداف طواقم الدفاع المدني وتدمير معداتهم، في ظل اضطرارهم للإسراع من موقع إلى آخر لمحاولة انتشال ناجٍ فرصه في الحياة أكبر من غيره، بينما ظل آخرون يصرخون حتى لحقوا بأحبائهم
الصورة
مسعفون في غزة وسط طوفان الأقصى 1 (محمد الحجار)

مجتمع

منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي في حربه المركّزة على قطاع غزة، وسط عملية "طوفان الأقصى"، تتعمّد قواته استهداف الطواقم الصحية والإسعاف في ما يُعَدّ انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، وهو ما أقرّت به الأمم المتحدة وجهات أخرى.
الصورة
حرائق الغابات- لبنان (حسين بيضون/العربي الجديد)

مجتمع

تستمرّ عمليات الإطفاء من موقع الحريق الهائل الذي شبّ، أمس الأربعاء، في أحراج القبيات شمالي لبنان، بحيث تواصل عناصر الدفاع المدني عملها معزّزة بخمس وعشرين آلية كاملة الطواقم، وبمؤازرة أربع طوافاتٍ للقوات الجوية التي تعمل من جهتي البقاع والشمال.
الصورة
ابن الخطيب

تحقيقات

يكشف استقصاء "العربي الجديد" عن تحذيرات مبكرة من أسباب وقوع فاجعة مشفى ابن الخطيب، تجاهلتها كل الأطراف، ما أدى إلى انفجار كان يمكن تفاديه، لكنه قابل للتكرار بسبب كورونا وما كشفه من اهتراء منظومة العراق الصحية

المساهمون