هكذا يؤثّر طول عمر والدَيك على حياتك

هكذا يؤثّر طول عمر والدَيك على حياتك

27 اغسطس 2016
يطول عمر والدَيكم.. فتعيشون أكثر (أولي سكارف/ فرانس برس)
+ الخط -

تُعدّ سنّ وفاة الوالدَين مؤشّراً مهماً إلى المدّة التي سوف يعيشها أبناؤهم. هذا ما بيّنته دراسة أخيرة، في مجال الشيخوخة، أعدّتها جامعة إكسيتر الطبية في جنوب غرب بريطانيا. فبقاء الأب أو الأم على قيد الحياة لغاية السبعين من العمر، يزيد من فرص بقاء أبنائهم على قيد الحياة حتى العقد الثامن بنسبة 17 في المائة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ إنّ تأثير طول فترة عيش أحد الوالدَين تراكميّ. هذا يعني أنّه في حال عاش أحدهما لغاية المائة عام، فإنّ احتمال بقاء أولادهم على قيد الحياة لغاية السبعين عاماً تكون بنسبة 68 في المائة.

كذلك، بيّنت الدراسة أنّ الآباء والأمهات الذين يعيشون لغاية السبعين، تنخفض لدى أبنائهم احتمالات الموت نتيجة أمراض قلبية أو سرطانية. وكلّما عاش أحدهما عقداً من الزمن بعد بلوغه السبعين، تقلّ مخاطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة سبعة في المائة ونسبة الإصابة بالأمراض القلبية بعشرين في المائة.

وتؤكد الدكتورة جانيس أتكينز، مؤلّفة الدراسة الرئيسية والباحثة في مجموعة علم الأوبئة والصحة العامة في كلية الحقوق في جامعة إكسيتر لـ "العربي الجديد"، على أنّ "الدراسة التي نُشرت نتائجها في 11 أغسطس/ آب الجاري والتي تبيّن أنّه كلّما عاش الوالدان مدّة أطول كلّما ازدادت فرص بقاء أبنائهم بصحّة جيّدة لدى بلوغهم الستين أو السبعين من العمر، هي الأكبر من نوعها، على حدّ علمنا".

ووجد الباحثون أنّ المشاركين في الدراسة الذين عاش أهلهم لمدّة أطول، انخفضت لديهم مشاكل الدورة الدموية المتعدّدة ومنها أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول والرجفان الأذيني. وأشاروا إلى تأثير عوامل مهمّة أخرى على طول حياة الإنسان مثل التدخين والإسراف في تعاطي الكحول وقلّة النشاط البدني والبدانة، لكنّ عمر الآباء والأمهات يبقى مؤشراً للتنبؤ بالمرحلة العمرية حتى بعد أخذ تلك المخاطر بعين الاعتبار.

وهذه الدراسة تأتي مبنيّة على نتائج بحوث سابقة أجرتها جامعة أكسيتر العام الماضي، ربطت بين طول عمر الوالدَين وأمراض القلب، ووجدت أنّ نسل الآباء الأطول عمراً أوفر حظاً في امتلاك جينات واقية مرتبطة بمرض ضغط الدم الانقباضي أو مؤشّر كتلة الجسم ونسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية وداء السكري من النوع الأوّل ومرض التهاب الأمعاء الألزهايمر.

أمّا الدكتور لوك بيلينغ، وهو أحد معدّي الدراسة الثانية، فقال إنّهم لطالما وجدوا عوامل وراثية مرتبطة بضغط الدم ومستويات الكوليسترول والتدخين، الأمر الذي يؤكّد مدى أهمية هذه المخاطر التي يمكن تفاديها وعلاجها.

من جهته، قال البروفسور ديفيد ميلتسر الذي قاد برنامج البحوث، إنّه يبقى غامضاً سبب إصابة بعض الاشخاص بأمراض القلب في الستين وبعض آخر في وقت لاحق من الحياة أو حتى لا يصابون بها على الإطلاق. وأكمل أنّ بحوثهم تبيّن أنّ تجنّب العوامل الخطيرة على الصحّة مثل التدخين، تبقى العوامل الموروثة من الآباء والأمهات. وكلّما تمكّنوا من فهم تلك العوامل الموروثة بشكل أفضل، كلّما كانوا أكثر قدرة على مساعدة مزيد من الناس على العيش مدّة أطول وبصحّة جيدة.

وقد شمل البحث الذي نشر في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب، باحثين من جامعة كامبريدج والمعهد الوطني الفرنسي للصحة والمعهد الهندي للصحة العامة.

دلالات

المساهمون