جمعيات مغربية تدعم المرضى والمهمشين وتمنحهم الأمل

جمعيات مغربية تدعم المرضى والمهمشين وتمنحهم الأمل

24 اغسطس 2016
الجمعيات تهتم بأحوال الفقراء والمهمّشين (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -
يساهم العديد من مؤسسات المجتمع المدني في المغرب في دعم المصابين بأمراض مزمنة، أو أمراض مكلفة العلاج وذات أعباء نفسية ثقيلة، وكذلك بعض الفئات المهمشة. كلّ ذلك في سبيل منح الأمل إلى هؤلاء وعائلاتهم، ومدهم بجرعات الأمل في مواجهة أوضاع لم تتمكن الدولة وحدها من تحمل أعبائها.

تلعب هذه المنظمات غير الحكومية دوراً مكملاً لمهام الدولة ومرافقها العامة المختصة بالشأن الصحي، وذلك في تيسير علاج مرضى السكري والسرطان وغيرهما من الأمراض الصعبة، خصوصاً لدى أبناء الطبقات الفقيرة، أو ذوي المداخيل الضعيفة، والفئات المهمشة.

ومن بين أشهر الجمعيات المغربية التي أخذت على عاتقها دور دعم مرضى السرطان "جمعية لالة سلمى لمحاربة السرطان"، التي أسستها عقيلة العاهل المغربي الملك محمد السادس. تدعم الجمعية المرضى وتساعدهم على العيش بصورة أفضل.

أشرفت هذه الجمعية على تأسيس "دُور الحياة" لخدمة مرضى السرطان. كلّ واحد من هذه الدور يأوي مرضى السرطان وأقرباءهم. وهو عبارة عن منزل يشمل العديد من الغرف التي تقطن فيها أسر مرضى السرطان، من أجل متابعة علاج مرضهم في المراكز المخصصة لذلك في عدد من مدن البلاد.


وفقاً للجمعية، فإنّ علاج هذا المرض غالباً ما يستغرق وقتا طويلاً، ويمثل لحظة صعبة بالنسبة للمرضى وأقربائهم. فمشكلة الإيواء إحدى أسباب التخلي عن العلاج المتنقل. من هنا جاءت فكرة إنشاء مراكز إيواء مؤقت سميت "دور الحياة" بالقرب من مراكز العلاج. تقول الكاتبة العامة للجمعية، لطيفة العبيدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذه الدور منحت جرعة من الحياة بالفعل لآلاف المرضى بالسرطان، الذين كانوا يتوقفون عن مواصلة العلاج بسبب بُعد مراكز العلاج الكيميائي عن المدن أو البوادي التي يقطن فيها المرضى".

تتابع أنّ إنشاء هذه الدور في مدن مثل الرباط ومراكش وأغادير والدار البيضاء، مكّن عدداً من المرضى من المناطق النائية من الإقامة في هذه المنازل التي توفر لهم العناية والكرامة، مشددة على أهمية التطوع في مجال مساعدة مرضى السرطان.

"جمعية القلوب الرحيمة" في مدينة طنجة، شمال المغرب، تتكفل من جهتها بالمشردين. تشرف على حملات مكثفة من أجل جمع الملابس والأغطية والأحذية والمواد الغذائية لصالح هذه الفئة الهشة من المجتمع.

تعمل الجمعية التي ترأسها الناشطة حسناء أزواغ، حالياً على إطلاق برنامج سلسلة الليالي التضامنية الشتوية لمساندة ومؤازرة وتقديم شتى أنواع الخدمات الميدانية للمشردين، وتفعيل عدة قوافل إنسانية لصالح القرى الجبلية النائية.

أما جمعية "بسمة المغرب" فقد تخصصت في علاج التشوهات الخلقية للأطفال. تعمل على إعادة البسمة إلى وجوه الأطفال المشوهين من خلال إجراء عمليات تقويم وتجميل. ويستفيد منها خصوصاً الأطفال الفقراء الذين يعجز أهلهم عن سداد تكاليف العمليات. تستدعي الجمعية سنوياً عشرات الأطباء المتخصصين في الجراحة التجميلية والتقويمية، وطب الأطفال، والأسنان، وتصحيح النطق، من الولايات المتحدة والبرازيل والسويد وكندا وغيرها من بلدان العالم الرائدة في علاج التشوهات، لإجراء العمليات الجراحية للأطفال.

بدورهم، يلقى الأطفال المتوحدون دعماً من العديد من الجمعيات المغربية، من بينها "جمعية اليسر" لذوي الإعاقة، ومقرها في مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط. تضم الجمعية عدداً من المربين والمربيات المتخصصين في التعامل مع أطفال التوحد. تحاول الجمعية ومثيلاتها دمج هؤلاء الأطفال ومعهم الأطفال المعوقون في المجتمع.