الشهيد الفلسطيني أبو هشهش لن يصير لاعباً مشهوراً

الشهيد الفلسطيني أبو هشهش لن يصير لاعباً مشهوراً

24 اغسطس 2016
رحل الفتى فجأة وترك مخيمه حزيناً (فيسبوك)
+ الخط -
"لو ترى حارتنا في المخيم ستشعر بظلمتها من شدة فقدانها لروحها الحيوية، رحل محمد لتغيب البسمة إلى الأبد". كلمات يفتقد بها الأب الفلسطيني التعب من حزنه على فراق نجله الذي خطفته رصاصات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يصبح نجماً مشهوراً.

في السادس عشر من الشهر الجاري، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً شرساً على مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، هناك انتشر القناصة على أسطح المنازل في الوقت الذي أطلق فيه جنود آخرون الرصاص الحي ووابلاً كثيفاً من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل.

قبيل استشهاده، كان الفتى محمد أبو هشهش (17 عاماً) يتناول كوباً من الشاي على سطح منزله ويحاول استطلاع ما يجري في المخيم، جنود الاحتلال أطلقوا قنبلة غاز مسيلة للدموع باتجاه منزل جدته، حينها هرع لإخلائها خوفاً على حياتها، وبعد أن اطمأن على جدته أراد العودة، وفي طريقه استهدفه قناص إسرائيلي في صدره وأرداه شهيداً.

لم يترك للشهيد متسع من الحياة أو مجال للحلم، فسياسة الاحتلال الإسرائيلي همها أن تبعد الفلسطينيين عن حياتهم التي يحبونها ويتمسكون بها، وتنغصها عليهم بكثير من الإجراءات والعمليات العسكرية وعمليات الاقتحام اليومية للقرى والبلدات في الضفة الغربية المحتلة.

"محمد كان خلوقاً محبوباً من الجميع". يقول والده لـ"العربي الجديد"، ويضيف "كان حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم مشهوراً، كل تركيزه في حياته كان على كرة القدم، غالبية من في مخيم الفوار يحبونه ومتعلقون به، وبالكاد يستطيعون تصديق خبر استشهاده".

لعب أبو هشهش في صفوف نادي مخيم الفوار الرياضي، كان الظهير الأيمن في الدفاع، الأمر الذي جعله بحسب والده مطمعاً لكل أندية جنوب مدينة الخليل، للعب في صفوفها كونه كان متميزاً على الرغم من صغر سنه.

"المخيم اليوم حزين، خصوصاً الحارة التي نعيش فيها" يتابع الأب واصفاً حال المخيم الذي تسوده حالة من الحداد، لا سيما في الحارة التي كان ينشط فيها محمد، والتي باتت الحركة تتوقف فيها عند التاسعة مساء، في الوقت الذي كانت فيه حيوية وتدب فيها الحياة قبيل استشهاده حتى ساعات ما بعد منتصف الليل.

يبدو المخيم يائساً، لكنه فخور عصي على الانكسار، كل أصدقاء محمد وأهل المخيم يشعرون بالفخر ويعتزون باستشهاده، "صاحب مروءة ونخوة، خدوم للجميع". هكذا يصف الوالد أخلاق ابنه الذي لم يقدر على تحمل فراقه بعد. يحاول أن يجمل حجم العلاقات التي كان يتمتع بها في المخيم، وحجم الحب الذي كان يحظى به، لكن تداهمه الدموع وهو يتحدث عن الأمل الكبير الذي كان يعول به على محمد.

ستحتاج الحارة التي كان يعيش فيها الشهيد أبو هشهش إلى المزيد من الوقت كي تستعيد الحياة الحقيقية فيها، بينما ستأخذ الأم وشقيقاته وقتاً أطول حتى تجف دموعهن المصدومة من هول الرحيل المفاجئ.

المساهمون