"الهندية" فاكهة تُذوّب الفوارق الطبقية بالمغرب

"الهندية" فاكهة تُذوّب الفوارق الطبقية بالمغرب

22 اغسطس 2016
يقبل عليها الفقراء والأغنياء ( العربي الجديد)
+ الخط -
تُذَوب فاكهة التنين الشوكي التي يسميها المغاربة "الكرموص" أو "الهندية" أو "الزعبول" الفوارق بين الطبقات الاجتماعية بالمغرب، حيث يقبل عليها الفقراء كما الأغنياء، خاصة في فصل الصيف حيث تعرف "فاكهة الفقراء" رواجا كبيرا.

وتنتشر في مختلف شوارع وأزقة المدن والبوادي بالمغرب عربات الباعة المتجولين الذين يضعون عليها أكواما من حبات "الهندية"، بسعر لا يتجاوز نصف درهم للحبة الواحدة، وأقل من ذلك في أحيان كثيرة، وفق جودة الفاكهة وبعد أو قرب المناطق القروية التي تأتي منها.

ويشتهر المغرب بوفرة نبات الصبار الذي ينتج فاكهة "الهندية" أو "الزعبول"، في العديد من المناطق القروية، وهو ذات النبات الشائعة زراعته في المكسيك والشرق الأوسط والهند وأستراليا، فيما تشكل هذه الفاكهة مصدر رزق للعديد من الشباب العاطلين عن العمل بالمغرب.

وتخفف فاكهة "الهندية" من وطأة البطالة لدى الكثير من الشباب المغربي الباحثين عن فرص عمل ولو مؤقتاً، إذ يلجؤون إلى بيع هذه الفاكهة على عربات محمولة في شوارع المدن خاصة، وذلك طيلة أشهر الصيف حيث تنضج الفاكهة وتصلح للاستهلاك، توفيرا لمصاريف الحياة اليومية.

ويقول في هذا الصدد محمد سمعلي، شاب حاصل على البكالوريا ويبحث عن عمل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه في كل صيف تقريبا يعد عربة مجرورة بعجلتين، ويذهب إلى قرية جده بمنطقة زعير القروية بضواحي العاصمة الرباط، ويأتي من هناك بأكوام من حبات "الزعبول".


ويضيف أنه وجد في هذه المهنة الموسمية بعض السلوى والتعويض المادي، بدل انتظار "ما قد يأتي وقد لا يأتي، باعتبار أن فرص العمل قليلة"، مضيفا أن هذه الفاكهة التي تقبل عليها مختلف شرائح المجتمع تنتشله من الفاقة بضعة أسابيع، قبل أن ينتهي موسمها ليبحث عن مهنة مؤقتة أخرى.

ويقبل على شراء واستهلاك "الهندية" مواطنون فقراء وأغنياء، كل ينطلق من حاجته وظروفه، فهي فاكهة يتلهف الفقراء على شرائها لاعتبارات مادية بالأساس، حيث إن سعرها رخيص جداً، وبإمكان بضع ثمرات منها أن "تشبع البطن الجائعة بثمن زهيد"، على حد تعبير مواطن مدمن على استهلاك "فاكهة الفقراء".

ويردف المتحدث ذاته، بأن هناك من يجعل من "الهندية" وجبة أساسية لفطوره وحتى في الغذاء، حيث يشتري حبات قليلة بجانب الخبز، وتغنيه بذلك عن إعداد أو شراء وجبة قد تكلفه الكثير من المال، مضيفا أن من منافعها منح الكثير من الانتعاش لمستهلكيها، وهو ما يحتاجه عادة العمال والحرفيون.

ويقبل الأغنياء بدورهم على "فاكهة الفقراء" ليس لرخص ثمنها، وإنما لفوائدها الطبية العديدة، حيث ينصح خبراء التغذية المصابين بداء النقرس، وهو ما يطلق عليه "مرض الملوك"، بالإكثار من تناول "الهندية"، لكونها غذاء يحتوي أساسا على مواد تذيب حمض اليوريك، الذي يؤدي ارتفاعه في الجسم إلى الإصابة بمرض النقرس.

وتحب المهووسات بالرشاقة والتجميل أيضا من الطبقات الميسورة "الهندية" لأنها بحسب المختصين تساهم يشكل كبير في الحفاظ على الوزن ونحافة الجسد، وتعطي ثمارها الشعور بالشبع وامتلاء المعدة، فضلا عن الاستعمالات التجميلية لهذه الفاكهة من خلال الزيت المستخلص من بذور "الهندية".