عراقيون يتهمون الأحزاب بحريق مستشفى اليرموك

عراقيون يتهمون الأحزاب بحريق مستشفى اليرموك

11 اغسطس 2016
وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود (فيسبوك)
+ الخط -

أثار الحريق الذي اندلع في مستشفى اليرموك بالعاصمة العراقية بغداد، ليل الثلاثاء، وأودى بحياة 20 طفلاً رضيعاً، وإصابة عشرات الأطفال والنساء بحالات اختناق، موجة عارمة من الغضب بين الأوساط الشعبية العراقية، مذكراً إياهم بحادث تفجير الكرادة الذي وقع الشهر الماضي.

وتلتقي بعض تفاصيل الحريقين في عدد من المفاصل، منها اتهام الجهات الحكومية المختصة بمتابعة ومراقبة وسائل الأمان المفروض توافرها في المباني الحكومية والخاصة، والإقصاء الحزبي، والتنافس السياسي، فيما يكون الضحية دائماً المواطنين الأبرياء.

وكشف مصدر من داخل مكتب وزيرة الصحة العراقية، عديلة حمود، أن الخلافات السياسية والسعي للحصول على مواقع إدارية مهمة داخل المؤسسات التابعة للوزارة، وراء الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 20 طفلاً، وإصابة عدد كبير آخر من الأطفال والنساء.

وكان حريق نشب، ليل الثلاثاء، بمبنى مستشفى اليرموك العام بجانب الكرخ من بغداد. أوعزت، على إثره، وزيرة الصحة، أمس الأربعاء، بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحريق، مشددة على عدم التهاون مع المهملين والمتسببين.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "الحريق الذي نشب في مستشفى اليرموك لم يكن بسبب تماس كهربائي، كما أعلنت الجهات الرسمية، بل هو بفعل فاعل".

وأشار إلى أن السبب يتمثل في "الخلافات السياسية" التي يصفها بأنها "ألقت بظلالها السلبية على وزارة الصحة بالكامل، بما فيها المستشفيات".

وأوضح أن "هناك من يريد إزاحة مدير مستشفى اليرموك، الدكتور قتيبة عبد الرزاق، وتنصيب آخر من أتباعه بدلاً عنه"، في إشارة إلى الأحزاب، مستطرداً بالقول "يبدو أن هذه الإزاحة لم يكتب لها النجاح إلا عن طريق تدبير جريمة كبرى كحادثة الحريق".





وجاء إعفاء مدير مستشفى اليرموك من منصبه من قبل وزيرة الصحة، عديلة حمود، أمس الأربعاء، سريعاً بعد الحادث، قبل أن توضح لجان الوزارة والجهات الأمنية الأسباب التي تقف وراء الحادث.

من جانبه، أكد ضابط برتبة رائد، في وزارة الداخلية، أن التحقيقات سجلت خروقات وإهمالا من قبل المسؤولين عن إدارة المستشفى.

وقال الرائد حسين الفرحان، طالباً عدم نشر اسمه الصريح، إن "التحقيقات أثبتت غياب عدد من الموظفين في تلك الليلة، ووجود نقص كبير في عدد إطفاء الحرائق، وافتقار المستشفى إلى الوسائل الحديثة اللازمة للتعامل مع الحرائق والحوادث بالسرعة المطلوبة".


واستبعد الفرحان، وهو مطلع على مجريات التحقيق، أن يكون التماسّ الكهربائي سبباً للحريق، موضحاً أن "الأمر إما مدبر، أو نتيجة إهمال المسؤولين عن إدارة المستشفى".

العراقيون استعادوا بهذه الحادثة، حادثة حريق الكرادة التي اندلعت مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، وراح ضحيتها أكثر من 300 مواطن.

وبرغم اختلاف أسلوب الحريقين في الموقعين، إلا أن المسؤول عن الحادثتين والمتسبب فيهما، بحسب ما يتناقله الشارع العراقي، هو "الحكومة" و"الأحزاب" و"السياسيون".

ويقول الناشط المدني قيس النوري، لـ"العربي الجديد"، إن "الصراعات السياسية وراء تفجير الكرادة، وهي الأسباب نفسها التي تقف وراء حريق مستشفى اليرموك". وأوضح النوري، وهو مختص في التحليلات المرضية، أن "الأحزاب تتنافس في كيفية الاستيلاء على المناصب والمنافع في المستشفيات، على حساب حياة المواطن".

وأضاف: "مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات تردى بشكل كبير بعد غزو العراق (عام 2003)، والسبب أن الأحزاب التي تتسلم حقيبة وزارة الصحة، تُهتم بكيفية الانتفاع المادي من الوزارة، إن بعقود شراء الأدوية والمواد الصحية، وأغلبها من منشأ رديء، أو بالمشاريع وعقود العمل والتعيينات وغيرها".

وأعلن ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن موعد للتظاهر السلمي عصر اليوم الخميس أمام مبنى مستشفى اليرموك، للمطالبة بإيجاد حل لـ"الإهمال الحكومي"، بحسب ناظم الرفاعي، الصحافي والناشط المدني.

وقال الرفاعي لـ"العربي الجديد"، إن "الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء هو ما تريده الأحزاب الحاكمة، هم يريدوننا أن نبقى عاجزين عن قول الحقيقة والمطالبة بأبسط الحقوق".