نساء وأطفال يدمنون على المخدّرات في أفغانستان

نساء وأطفال يدمنون على المخدّرات في أفغانستان

01 اغسطس 2016
يعالجون من الإدمان (أ ماجيد/ فرانس برس)
+ الخط -
عوامل كثيرة تساهم في زيادة أعداد المدمنين في أفغانستان. ويبدو أن الأرقام التي أشارت إلى زيادة أعداد النساء والأطفال المدمنين أيضاً قد أقلقت المعنيين، من دون أن يترجم ذلك بخطوات ملموسة

خلال الأعوام الأخيرة، زاد عدد المدمنين على المخدرات في أفغانستان بشكل كبير. لا يقتصر الأمر على الشباب، بل يشمل النساء والأطفال. تقول وزارة مكافحة المخدرات إن 850 ألف إمرأة أدمنَّ على المخدرات خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى 110 آلاف طفل. وتشير إلى أن الإحصائية الأخيرة مخيفة، لافتة إلى أن عدد المدمنين في أفغانستان وصل إلى ثلاثة ملايين و600 ألف، مشيرة إلى أن الوضع الاقتصادي والبطالة والفقر جميعها عوامل ساهمت في زيادة نسبتهم.

وتقول وزيرة مكافحة المخدرات سلامت عظيمي إن الأرقام الأخيرة "مروعة"، لافتة إلى أن الوزارة تعمل مع إدارة مكافحة المخدرات الأميركية. وترى أن زيادة عدد المدمنين بشكل يومي تعد مخيفة، خصوصاً بين الأطفال، مضيفة أن الأطفال يبدأون بتعاطي المخدرات من خلال أمهاتهم، وهو أمر مقلق جداً. وتوضح أن الفقر والعوز والعنف الأسري والعادات والتقاليد المتبعة تعد من أهم أسباب لجوء النساء إلى المخدرات. من جهة أخرى، ترى أن الإدمان يعد أحد أهم أسباب التدهور الأمني في البلاد، في ظل ازدهار تهريبها وتجارتها. تضيف أنها تساهم في استمرار الحرب في أفغانستان؛ لأن المسلحين يحصلون على أكبر قدر من الدعم المادي من خلال بيع المخدرات.

بدورها، تقول وزيرة شوؤن المرأة دلبر نظري إن الإدمان يدمّر حياة آلاف الأسر، وقد اكتشفنا أن عدد المدمنات يزداد يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى الأطفال؛ ما يعني أن مستقبل البلاد مظلم. وتبين أن العنف الأسري والفقر والزواج في سن مبكر وغيرها من العوامل قد تدفع المرأة الأفغانية إلى الإدمان. تلوم الحكومات المتعاقبة والمجتمع الدولي لعدم أداء واجباتهم، مشيرة إلى أن جميع الجهود المبذولة في هذا الصدد عادية، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة المدمنين من النساء والأطفال.

وفي ما يتعلق بالحلول، تؤكد أن تحسين وضع المرأة المعيشي والتعليمي ومنحها الحقوق الاجتماعية الأساسية وغيرها من الأمور الأساسية قد تساهم في الحد من هذه الظاهرة.
يقول شعيب خان إن زوجته وأولاده يتعاطون "الحشيش"، وقد اعتادوا الأمر، عازياً السبب إلى الفقر. يضيف أن زوجته لا تخرج من المنزل، إلا أنه يتولّى تأمين ما تحتاجه والأولاد. يضيف أن مستقبلهم لن يكون مختلفاً عن مستقبله.

أخيراً، أعلنت زوجة رئيس الجمهورية أشرف غني، رولا، في مؤتمر صحافي، أنه يجب العمل على توعية المرأة الأفغانية وتحسين وضعها التعلميي، مشددة على أن تثقيف المرأة وتعليمها هو الحل للكثير من المشاكل التي تواجهها، علماً أنها عانت كثيراً خلال العقود الثلاثة الماضية، وما زالت. واعتبرت أن أزمة المخدرات وإدمان النساء والأطفال عليها تعد بمثابة "طامة" لهذا الشعب الذي يعاني من أزمات كثيرة، وإن كانت ترى أن الحكومة تعمل بجدية مع المجتمع الدولي لاستئصال جذور هذه المعضلة المستفحلة.

أضافت غني أن المخدرات لا ترحم أحداً ولا تستثني شريحة دون أخرى. وتوضح أن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أن الكثير من المتعلمين والمثقفين من أبناء هذه البلاد يدمنون أيضاً على المخدرات. ويكمن الحل برأيها في إطلاق حملات توعية ضد المخدرات، على أن تكون لمختلف شرائح المجتمع مشاركة فيها.

إلى ذلك، تشير إحصاءات إلى أن عدد النساء اللواتي انفصلن عن أزواجهن بسبب إدمانهم على المخدرات يزداد بشكل ملحوظ. في هذا الإطار، تقول الإدارة المحلية التي تعنى بشوؤن المرأة في إقليم قندهار، إن النساء أكثر من يعاني بسبب إدمان أزواجهن على المخدرات. في هذا الإطار، تقول مسؤولة الإدارة المحلية لشؤون المرأة في إقليم قندهار، رقية أتشكزاي، إنه خلال العامين الماضيين، زاد عدد النساء اللواتي تطلّقن بسبب زيادة نسبة الإدمان.

فهمية (37 عاماً)؛ وهي من سكان مدينة قندهار، انفصلت أخيراً عن شريك حياتها. تقول إن حياتها دُمّرت بسبب إدمان زوجها على المخدرات، وتوضح أنها لجأت إلى بيع أغراض البيت لعلاج زوجها المدمن من دون جدوى. تشير إلى أنه كان يضربها وبناتها، لافتة إلى أن جميع الوسائل التي استخدمتها وأقاربها لمساعدته باءت بالفشل. في النهاية، حسمت قرارها بالطلاق منه. في الوقت الحالي، تعيش مع أولادها في إحدى ضواحي مدينة قندهار، وتعمل لإعالتهم. تؤكد أن إدمان زوجها على المخدرات دمّر حياته وحياتها، وحرم أولاده من حنانه، مشيرة إلى أنها لا تعرف عنه شيئاً اليوم.

ليست فهمية المرأة الوحيدة التي عانت بسبب المخدرات، ولن تكون الأخيرة. هكذا تدمّر المخدرات حياة النساء والأطفال والرجال.