وقفات احتجاج على سياسات الصليب الأحمر في فلسطين

وقفات احتجاج على سياسات الصليب الأحمر في فلسطين

28 يوليو 2016
من الوقفة الاحتجاجية بغزة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، وقفة غاضبة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، اليوم الخميس، احتجاجاً على سياسات المنظمة الدولية التي وصفت "بالمتخاذلة" في تعاملها مع قضية الأسرى الفلسطينيين، ودعماً لقرار الأسرى بمقاطعة مندوبي الصليب الأحمر.
وطالب الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين، نشأت الوحيدي، المدير التنفيذي للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوقوف "ولو لمرة واحدة" نصرة للأسرى الفلسطينيين المرضى، والأسرى الأطفال، والمسنين، والأسرى الذين يحملون على أكتافهم ظلم العزل الانفرادي".
وأكد ضرورة قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنصرة الأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون للانتهاك المتواصل لحقوق الإنسان من السجان الإسرائيلي، مضيفاً "بالأمس أيتها اللجنة التي تدعين الدفاع عن حقوق الإنسان، كان هناك اقتحام لسجن ريمون بشكل تعسفي، لم نر أي اعتراض على ذلك".
وأضاف الوحيدي في لقاء مع "العربي الجديد"، أن الوقفة جاءت دعماً للأسرى الفلسطينيين الذين بدأوا بمقاطعة مندوبي الصليب الأحمر احتجاجاً على سياسات اللجنة الدولية، إضافة إلى الاحتجاج على عدم توفير المنظمات الدولية الحماية للأسرى، منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم.
وأوضح أن "آلاف المناشدات تم تقديمها من لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، ومؤسسات تعنى بالأسرى، وأهالي أسرى إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل الوقوف أمام مسؤولياتها تجاه الأسرى الفلسطينيين، كما تنص الاتفاقيات الدولية، وأن تقوم بالضغط على الاحتلال من أجل وقف ممارساته بحق الأسرى، ولكن دون جدوى".
وأضاف الوحيدي، أن كل المذكرات التي أرسلت إلى الصليب الأحمر لم تجد سوى "ردود فعل خجولة"، لم ترق إلى حجم المعاناة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، موضحاً أن الصليب الأحمر قام بتقليص عدد زيارات أهالي أسرى الضفة الغربية إلى زيارة واحدة في الشهر بدلاً من زيارتين، واعتبر الخطوة "اتساقاً مع القرارات الإسرائيلية الظالمة".
ودعا الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين، الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية، إلى الانتصار لحقوق الإنسان، وحقوق الأسرى الفلسطينيين المنتهكة داخل السجون الإسرائيلية، موضحاً أن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية، والإسنادية للأسرى الفلسطينيين، سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
من ناحيته، أكد عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، جمال فروانة، أن الصليب الأحمر يقوم بالرد على الممارسات الإسرائيلية عبر تقليص الزيارات لأهالي الأسرى، مضيفاً "آن الأوان للصليب أن يتراجع عن سياساته، وأن يتخذ قراراً جريئاً بدعم الأسرى، قراراً إنسانياً كما تنص القوانين الدولية، واتفاقيتا جنيف الثالثة والرابعة".
وشدد فروانة، على أن الوقفة الاحتجاجية جاءت بالتزامن مع خطوات مماثلة داخل السجون الإسرائيلية، احتجاجاً على "التقصير الواضح"، مضيفاً "كان الأجدر على الصليب الأحمر أن يقوم بتنظيم الزيارات وإرسال الأطباء، والمساهمة في توفير الكنتينة والملابس الشتوية والصيفية للأسرى".
من جانبه؛ أكد والد الأسير، رامي عبد ربه، أن السياسات التي يتبعها الصليب الأحمر "متوافقة مع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الذين يعانون مختلف أشكال الظلم والتعذيب"، داعياً الأمتين العربية والإسلامية إلى الوقوف يداً واحدة إلى جانب الأسرى.
يذكر أن أهالي الأسرى وإعلاميون قاطعوا الافطار الرمضاني الذي دعت إليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة للمؤسسات العاملة في مجال الدفاع عن الأسرى، استجابة من لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، التي قررت مقاطعة الإفطار.
وشهدت الكثير من المحافظات الفلسطينية اليوم الخميس وأمس الأربعاء، اعتصامات أمام مقرات الصليب وخيام الاعتصام في مراكز المدن الفلسطينية، بعد أن أعلنت مؤسسات حقوقية بالتعاون مع القوى الوطنية والإسلامية عن فعاليات احتجاجية، تزامناً مع قرار الأسرى في كافة السجون بمقاطعة مندوبي الصليب الأحمر الدولي اليوم الخميس، والذي يرافقه إضراب عن الطعام ليوم واحد.

من جانبه، قال مسؤول الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، مجدي العدرة، لـ"العربي الجديد"، إن "عدة مؤسسات حقوقية تبحث إطلاق حملات تضامنية مع الأسرى المضربين في الأيام القادمة، منها حملات إعلامية".

واعتصم فلسطينيون بينهم مسؤولون ونشطاء في شؤون الأسرى وحقوقيون، وأهالي الأسرى، أمام مقرات الصليب الأحمر وخيام الاعتصام، اليوم وأمس، وألقيت كلمات ترفض قرار الصليب الأحمر وتطالبه بالعدول عن قراره، وتساند الأسرى المضربين في إضرابهم وتأكيدا على حقوقهم.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في كلمة له، إن "الصليب الأحمر أبلغه أنه بصدد الإعلان عن حلول إيجابية خلال الأيام المقبلة، حيال قراره السابق بتقليص زيارات الأسرى من مرتين إلى مرة شهريا".

وأكد على إعطاء الصليب الأحمر الفرصة الكافية لإيجاد حل إيجابي، لأن الفلسطينيين معنيين ببقاء واستمرار وجود الصليب الأحمر وخدماته على أرض محتلة ويقوم بواجبه الإنساني والقانوني كمؤسسة دولية راعية لحقوق الإنسان.