المراهقة التي غادرت الحياة بجسد طفلة

المراهقة التي غادرت الحياة بجسد طفلة

24 يوليو 2016
كنا نفعل كلّ شيء معاً نحن الثلاثة (آسيا ون)
+ الخط -

في الخامس من أغسطس/ آب المقبل، كان من المفترض أن تحتفل المراهقة السنغافورية تيو بي تشان بعيد ميلادها الثامن عشر. لكنّها قبل أيام قليلة طلبت من والديها نقلها إلى المستشفى بعدما شعرت بالتعب. هناك، سرعان ما توفيت الشابة بحسب صحيفة "ذا نيو بايبر" السنغافورية.

موت تيو، جاء كنتيجة متأخرة لمرضها النادر الذي جعلها تعيش طوال هذه السنوات بجسد طفلة صغيرة. المرض الذي بدأت عوارضه بالظهور منذ الشهر الرابع على ولادتها، منعها من المشي، أو حتى التنفس بشكل طبيعي، كما كان التقزم الشديد ملازماً لها.

كانت الفتاة تحضّر مع والديها وأصدقائها للاحتفال بعيد ميلادها المميز في فندق حجزوا فيه قبل أسبوعين من وفاتها. لكنّ الفتاة لم تترك الكثير لأهلها للاحتفال الذي أقاموه فعلاً ولو تأبيناً لها واستعادة لذكراها، ومن دون كعكة عيد أيضاً كان من المفترض بها أن تطفئ شموعها.
تقول والدتها تشيو سيو تشنغ (47 عاماً) بعد يوم على وفاتها: "كانت تيو بي تشان متشوقة جداً لعيد ميلادها، وكانت تريد أن تلتقط لها ولأصدقائها الكثير من الصور لتحتفظ بها".

أما والدها كابي تيو تشي كوانغ (57 عاماً)، فيقول: "كنا نفعل كلّ شيء معاً نحن الثلاثة. أسرة واحدة والآن تغير كلّ شيء. عربة تيو بي تشان ستكون فارغة بعد اليوم.. لا نعرف ما الذي سنفعله من دونها، وكيف ستكون حياتنا".

لم يكتشف الأطباء بدقة في أيّ يوم طبيعة مرض تيو بي تشان، لكنّهم مع ذلك توصلوا إلى أنّها تعاني أحد أنواع داء "عديد السكاريد المخاطي من النمط الثالث"، وهو اضطراب يصيب الدماغ والنخاع الشوكي بشكل تدريجي.

أقامت الفتاة في المستشفى سنوات طويلة، وكانت حين تخرج منها تحتاج إلى رعاية متكاملة من طرف والديها، خصوصاً أجهزة التنفس، والعربة التي تحمل فيها والغذاء المخصص لها.

لكن، بالرغم من كلّ كان يسببه المرض لها، كانت الفتاة تحب الحياة، وتقبل على تعلم الكثير من الأمور المفيدة. من ذلك، أنّها كانت تهوى الرسم والعزف على البيانو. وفي هذا الإطار، أعدت هي نفسها لوحة غلاف الكتاب التذكاري لاحد النوادي المهمة في العاصمة السنغافورية بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه، وذلك عام 2012. كما أدت عام 2014 أغنية في حفل خيري نظمته كلية سنغافورة للفنون.

القدر كان رأيه مختلفاً. فبعد إدخال تيو بي تشان إلى المستشفى للمرة الأخيرة، تحسنت حالتها في البداية وكان والداها يأملان خيراً في أن تلحق بحفل عيد ميلادها. لكنّ كلّ شيء تغير بعدها بقليل، ورحلت الفتاة العالقة في جسد طفل أخيراً.

دلالات

المساهمون