التنمية المستدامة مجدّداً

التنمية المستدامة مجدّداً

24 يوليو 2016
لم يتحقّق كثيرٌ بعد (Getty)
+ الخط -

كلّ منظومة حيَّة على الأرض تتدهور. وفقاً لصاحب كتاب الفلسفة البيئية، مايكل زيمرمان، سيظل العالم يتجه نحو التدهور البيئي والانهيار. وإذا ما أخضعنا الآثار البيئية إلى التحليل لن تقترب النتائج من المستقبل المقبول أو المستدام. كما أنّ وفرة الموارد التي استخرجت واستخلصت جرى توزيعها على نحو رديء، وبالتالي، فإنّ 1.2 مليار شخص من سكان الأرض يعيشون في فقر مدقع. بينما يسيطر 20 في المائة منهم في الشمال على 80 في المائة من ثروة العالم ويستهلكونها.

خمسة عشر عاماً على الهدفين الأول والسابع من الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة، من دون أن يجري "القضاء على الفقر المدقع والجوع"، أو "كفالة الاستدامة البيئية". ومجدداً، جلس زعماء العالم ليخلصوا إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وبدلاً من الأهداف الثمانية الأولى حددوا 17 هدفاً جديداً للتنمية المستدامة وصفت بالجريئة والطموحة، وأنّ من شأنها أن توجه جهود التنمية على مدى خمس عشرة سنة مقبلة.

من أبرز مؤشرات الطموح أن يجري التحدث عن الجوع والفقر بشكل مختلف، فالقضاء على الفقر بجميع أشكاله في كلّ مكان هو الهدف الأول. والثاني القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة. والثالث ضمان تمتّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.

وحول الكفالة البيئية صيغت 8 أهداف أخرى أكثر تفصيلاً وتحديداً، لضمان الكفالة البيئية: ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع. وضمان حصول الجميع بكلفة ميسرة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة. وتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع. وإقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار. وجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة. وضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة. واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره. وحفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة. انتهاء بحماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، وإدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي.

وكما انتظرنا عقداً ونصف العقد في المرة الأولى، سننتظر أقل من 15 عاماً أخرى.. عسى أن يكون صاحب الفلسفة البيئية وبعض منّا على خطأ.. والآخرون على صواب.

*متخصص في شؤون البيئة

دلالات

المساهمون