أعلام الثورة السورية تزين احتفالات فشل انقلاب تركيا (صور)

أعلام الثورة السورية تزين احتفالات فشل انقلاب تركيا (صور)

إسطنبول
21 يوليو 2016
+ الخط -

لم يعد "يا الله. باسم الله. الله أكبر" الهتاف الوحيد الذي يصدح به الأتراك في الساحات والميادين، كما لم يعد العلم التركي الراية الحصرية للمحتفلين بفشل الانقلاب، إذ أدخل السوريون علم ثورتهم وهتافاتها، ليتناوبوا مع الأتراك الهتاف والاحتفال بالمحافظة على الديمقراطية.

خرج السوريون إلى الساحات والميادين، بعد طلب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ذلك من مواطنيه، ولم تقتصر مشاركتهم على المراقبة والتأييد من بعيد، ولا حتى في ساحات وشوارع المدن الكبرى، بل شملت البلدات الصغيرة التي يسكنونها، بحسب المهندس السوري محروس الخطيب، والذي يقيم في قرية "الريحانية" على الحدود التركية السورية.

ويضيف الخطيب، وهو مدير نقل إدلب السابق، لـ"العربي الجديد"، أن السوريين أغلبية بتظاهرات الفرح والتصدي للانقلاب في مناطق الحدود، وهم يسابقون الأتراك على حد قوله بالهتافات، "بعضهم خرج قليلاً عن أعراف التظاهر برفع صور الرئيس والهتاف له (لأجل عيونك أردوغان)، أو إدخال هتافات الثورة السورية، خاصة (يسقط يسقط حكم العسكر)".

الحال ذاته، وإن بأعداد أكبر في مدينة غازي عنتاب، كما يقول الأديب السوري، صبحي دسوقي، لافتاً إلى أن "منظمي التظاهرات هنا طلبوا من السوريين الامتزاج معهم وليس التظاهر منعزلين، حرصاً على أمنهم".

ويضيف دسوقي لـ"العربي الجديد"، أن "شعور السوريين في المدن الحدودية بالفرح، نتيجة فشل الانقلاب، ربما يفوق أقرانهم بالمدن البعيدة، لأن الخوف من الترحيل سكن معظم السوريين على المناطق الحدودية، فيما لو نجح الانقلاب"، معتبراً أن وقفة السوريين والاستجابة للخروج إلى الشوارع والميادين "أقل ما يمكن فعله كرد جميل لكرم ضيافة الأتراك".
وبدا المشهد مختلفاً بعض الشيء بالعاصمة التركية أنقرة، بحسب وصف الخبير عبد القادر عبد اللي، سواء في ما يتعلق بقلة عدد السوريين المشاركين بالتظاهر مع الأتراك، أو عدم رفع علم الثورة السورية، واقتصار شعارات الثورة على "تكبير. الله أكبر".

وعزا الخبير بالشأن التركي، عبد اللي، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، سبب قلة تواجد السوريين بساحة الهلال الأحمر "كزال آي" الشهيرة بأنقرة، إلى قلة عددهم بالعاصمة، مقارنة بغازي عنتاب وإسطنبول ومرسين، مضيفاً أن "معظم السوريين ممتزجون مع الأتراك، وربما من الصعب التفريق بينهم".

وتبقى مشاركة السوريين بإسطنبول هي الأكبر، حيث يزيد عددهم عن 400 ألف، ويمكن وصف حضورهم اليومي، وخاصة بساحة تقسيم، أحد المحرضات على استمرار التظاهر والبقاء حتى ساعة متأخرة من الليل، ولعل الملفت، انتشار علم الثورة السورية وهتافاتها، إلى جانب هتافات الأتراك والعلم الأحمر، وتقبل الأتراك لتلك الحالة، بل وترديد بعضهم شعارات الثورة السورية.

وتقول الجامعية التركية، إدعاء غول، من منطقة "أيفان ساراي" بإسطنبول، "نحن والسوريون إخوة، بل كما قال الرئيس (هم المهاجرون ونحن الأنصار) ووقفتهم معنا للدفاع عن الديمقراطية وإسقاط انقلاب العسكر، وقفة إخوة ومحبين، أتينا إلى ميدان تقسيم معاً، لأن منطقتنا فيها سوريون كثر، وجميعهم فرح بإسقاط الانقلاب ورحب ببقاء حكم حزب العدالة والتنمية".

بدوره، يقول أبو مؤيد الحمصي، الذي يقود مجموعة من الشباب السوريين بساحة تقسيم: "نحن مع تركيا التي وقفت معنا ومع الثورة، لبينا نداء الجوامع لمواجهة المدافع، وسنبقى نتظاهر حتى يعود الأتراك لبيوتهم وتسقط كل تبعات الانقلاب".

ورداً على سؤالنا عن سبب رفع علم الثورة السورية، أجاب الحمصي "تركيا أيدت ثورتنا ضد نظام الأسد، ولم يمانع المتظاهرون رفع العلم، بل يرددون معنا هتافات الثورة".

آلاف السوريين شاركوا في احتفالات تركيا (العربي الجديد)

آلاف السوريين شاركوا في احتفالات تركيا (العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
سوريون عند الحدود التركية في اتجاه سورية 3 (هاكان أكغون/ Getty)

مجتمع

يعبّر سوريون في تركيا عن مخاوفهم من ترحيلهم قسراً، لا سيّما مع استمرار العمليات في هذا الإطار. ويشيرون إلى أنّهم مهدّدون بالترحيل إلى سورية، على الرغم من أنّهم يحملون بطاقة الحماية المؤقتة (كملك).
الصورة

مجتمع

قبل سنوات، لجأ سامر وعائلته إلى لبنان هرباً من الحرب في بلاده، لكن الأمن الذي سعوا إليه ترافق مع ظروف معيشية صعبة وغالباً مع خطاب عنصري ضد اللاجئين السوريين، وصولاً إلى هاجس الترحيل.
الصورة
عائدون إلى سورية (فرانس برس)

مجتمع

يواجه اللاجئون السوريون حملة ممنهجة رسمية وإعلامية وشعبية لترحيل السوريين، بعد تحميلهم كل ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، من دون أية مراعاة حقوقية وإنسانية لما قد يواجهونه في سورية
الصورة

مجتمع

شهدت مخيمات الشمال السوري، أخيراً، تراجعاً في الاستجابة بالرغم من استمرار العمل بقرار إدخال المساعدات عبر الحدود، الذي سيجرى التصويت عليه في العاشر من يوليو/ تموز المقبل، وسط معارضة روسية.

المساهمون