خيمة احتجاجية في غزة لأهالي الشهداء

خيمة احتجاجية في غزة لأهالي الشهداء

17 يوليو 2016
ينوون تصعيد تحركهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


تجلس الفلسطينية نظمية أبو عاصي (56 عاماً) من بني سهيلا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، برفقة ابنتيها أمام الخيمة التي أقامها أهالي الشهداء احتجاجاً على تهميش حقوقهم، وعدم صرف رواتبهم، على الرغم من مرور عامين على استشهاد أبنائهم.

إلى جانب أبو عاصي وقف عدد من أمهات وزوجات وآباء الشهداء، وطالبوا جميعاً بإنهاء المعاناة التي يحيونها يومياً، نتيجة سوء أوضاعهم الاقتصادية، بعد فقدان رب البيت، أو الابن المعيل.

وتقول والدة الشهيد صدام أبو عاصي لـ"العربي الجديد" إن ابنها كان في طريقه لزيارة منزل خاله، وأصيب خلال مساعدته لجيرانه الذين تعرضوا للقصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأن رحلة علاجه استمرت ثلاثة أيام، فارق بعدها الحياة نتيجة سوء وضعه الصحي.

وتوضح أن صدام كان الابن الوحيد الذي يساندها في المصروف اليومي للبيت، وأنها لا تتلقى أية مساعدات من المؤسسات سوى من وزارة الشؤون الاجتماعية، بمبلغ بسيط كل ثلاثة أشهر، لا يفي مستلزمات البيت. ودعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة إلى إنهاء معاناة أهالي الشهداء، بدلاً من تركهم في الشارع.

وتشير المواطنة جميلة الضاني (53 عاماً) من منطقة الزيتون شرق مدينة غزة، إلى أنّ زوجها جمال استشهد في 8 أغسطس/آب 2014، بعد رجوعه من صلاة الجمعة، موضحة أن الأطباء شخصوا حالته بأنه تعرض لجسم ذي طبيعة انفجارية، استشهد نتيجته على الفور.

وتبيّن جميلة لـ"العربي الجديد" أنها شاركت في الخيمة الاحتجاجية بسبب سوء حالتها المادية، وعدم قدرتها على توفير مستلزمات أبنائها، خاصة بعد تدهور تحصيلهم العلمي، داعية جميع المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم، وصرف رواتب أهالي الشهداء.




وحمل المعتصمون في الخيمة الاحتجاجية التي نصبت أمام مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى غرب مدينة غزة، لافتات كتب عليها "شهداء الضفة وغزة واحد"، "بدم الشهداء رسمنا العَلَم"، "دولة القانون ومؤسساتها لماذا تستثني الشهداء"، "الشهداء تاج على الرؤوس"، "نطالب كل الضمائر بالوقوف مع عائلات الشهداء".

من ناحيته، يقول الناطق الإعلامي باسم لجنة أهالي الشهداء، علاء البراوي، إنّ قرار نصب الخيمة الاحتجاجية جاء بعد عامين من الوعود غير المجدية، وحتى يتسنى لأهالي الشهداء المطالبة برواتبهم وحقوقهم التي كفلها لهم القانون، والتي يجب أن تُصرف لهم دون أن يضطروا إلى مثل هذه الخطوات.

ويوضح البراوي لـ"العربي الجديد" أن الخيمة ستكون مركزاً للخطوات التصعيدية في الفترة المقبلة، وأن أولى تلك الخطوات ستكون بعد يومين، في 19 يوليو/تموز الجاري، حيث سيبيت عدد كبير من أهالي الشهداء داخل الخيمة، ولن ينهوا اعتصامهم حتى يحصلوا على رواتبهم وحقوقهم.

في الأثناء، يشير مسؤول مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في قطاع غزة، محمد النحال، إلى أنّ المؤسسة قدمت كل الأوراق والكشوفات لوزارة المالية بعد انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، موضحاً أنه ومنذ عامين، هناك حراك لأهالي الشهداء، بدأ وتوسع، إلى أن وصل الحال في بعضهم للمبيت على باب المؤسسة.

ويؤكد النحال لـ"العربي الجديد" أنّ المؤسسة مع حقوق أهالي الشهداء، ومع أي مظهر من مظاهر الاحتجاج، وأنها مع تحقيق مطالبهم، وأن إدارة المؤسسة تنتظر قراراً من القيادة بإنهاء معاناة أهالي الشهداء، خاصة بعد الوعود الكثيرة التي تلقوها.

غير أنه يلفت إلى أنّ سبب تأخر صرف رواتب أسر الشهداء، حالة الانقسام، والأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية.


المساهمون