السعودية تكافح البدانة

السعودية تكافح البدانة

09 يونيو 2016
يزيد تناول الحلويات خلال شهر رمضان (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
كثيراً ما يُحذّر خبراء وأطباء من ارتفاع معدلّات السمنة بين السعوديّين، خصوصاً خلال شهر رمضان بسبب كثرة تناول الحلويات والنشويات، فيما تُعدّ السعوديّة من ضمن الدول العشر الأعلى في معدلات السمنة.
وبدأت وزارة الصحّة السعودية بتنفيذ خطّة للحدّ من انتشار مرض السمنة في البلاد، بعدما كشفت دراسة صحيّة رسمية أنها طاولت 40 في المائة من السعوديّين. وتشير دراسة أخرى إلى أنّ 62 في المائة من السعوديات يصنّفن ضمن قائمة البدينات، مشيرة إلى أنّ السمنة تشكّل عامل خطر قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري وكذلك سكري الحمل، والأمر الذي تنتج عنه مضاعفات عدة أثناء الحمل والولادة. كذلك، قد تؤدي إلى زيادة حجم الجنين، بالتالي زيادة معدلات العمليات القيصريّة.

بحسب الدراسة، يقدّر عدد الأطفال المصابين بالسمنة في السعوديّة بنحو 3.5 ملايين طفل، وهم معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وانسداد شرايين القلب. وتشير دراسات أخرى إلى أنّ المرضى نتيجة الوزن الزائد يكلّفون الدولة 133 مليون دولار أميركي سنوياً، بسبب تردّدهم على المستشفيات للعلاج. كذلك، فإنّ طفلاً من بين ثلاثة أطفال يعاني من السمنة في السعوديّة. وصنّفت منظمة الصحة العالمية السعوديّة وقطر والكويت من بين الدول التي لديها أعلى نسب سمنة في العالم.

في هذا السياق، تبيّن تقارير وزارة الصحة أنّ 20 ألف سعودي يموتون سنوياً بسبب أمراض ناتجة عن السمنة. وتؤكد الوزارة أنها تسعى إلى جعل المجتمع السعودي صحيّاً من خلال التوعية ونشر ثقافة صحيّة، بهدف تغيير أسلوب حياة الناس والتحوّل إلى الأغذية الصحية، والمساعدة على القضاء على مرض السمنة الذي تفشّى في المجتمع، خصوصاً أنه يعدّ عبئاً مالياً على الأسرة ومنظومة القطاع الصحي. وتشير الوزارة إلى أنّها تدرس حالياً مشروعاً لتعديل سياسات بوليصة التأمين الصحي الممنوحة للأفراد، لتشمل تغطية تكلفة علاج السمنة وأمراضها.



يؤكّد مدير إدارة البرامج الصحية والعلاجية في صحة الرياض، مشهور الحنتوشي، على أنّ ثمّة تخوّفاً من ارتفاع نسبة السمنة في البلاد خلال شهر رمضان. ويوضح أنّ في الوقت الذي يفترض أن ينخفض وزن الصائم، نجد أنّ بعض الصائمين يزداد وزنهم. لذلك، ينصح الأطباء بممارسة الرياضة وتناول وجبات بكميات تتناسب مع طبيعة الجسم.

من جهتها، تشدّد المتخصصة في علاج السمنة في مستشفى الملك خالد، نورا الزيادي، على أنّ العادات الغذائية السيّئة وقلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة هي عوامل أساسيّة لانتشار مرض السمنة خصوصاً بين السعوديات. وتقول لـ "العربي الجديد": "تتطلّب مكافحة البدانة جهداً منظّماً يبدأ من تلاميذ المدارس وصولاً إلى جميع شرائح المجتمع. وفي حين تنعكس مشاكل السمنة على الجسم، نجد أنّ كلفتها الاقتصادية كبيرة، ويبلغ ما يدفعه المريض سنوياً للعلاج والحصول على حبوب وأغذية للحمية أكثر من ستة آلاف دولار، عدا عن كلفة علاج مرض السكري الذي تتسبب به السمنة، ويتخطّى 140 ألف دولار سنوياً".

تضيف الزيادي أنّ "لا بدّ من إعادة النظر في قرار منع ممارسة الرياضة في مدارس الفتيات، بعدما باتت السمنة تشكّل خطراً كبيراً يهدّد السعوديّات. كذلك، يجب العمل على زيادة الوعي حول مخاطر السمنة لدى النساء تحديداً، بهدف الحد منها ومن آثارها". وتحذّر من أنّ خطر السمنة يتجاوز الإصابة بمرض السكري، لافتة إلى أنّ السمنة هي المسبب الأول للإصابة بعشرات الأمراض الخطيرة، أبرزها ارتفاع ضغط الدم والدهون وانقطاع النفس أثناء النوم بالإضافة إلى أمراض الشرايين والقلب. والسبب في كل ذلك هو انخفاض النشاط البدني وتناول وجبات غذائية غير صحية تحتوي على سعرات حرارية عالية.

المساهمون